مقام الشهيد، اكثر المعالم شهرة في الجزائر
مقام الشهيد، اشهر معلم سياحي على الإطلاق في الجزائر، حيث يعتبر تحفة معمارية فريدة من نوعها. تجلب إليها مئات الآلاف من زوار و السياح القادمين إلى الجزائر، لاكتشاف اجمل المعالم فيها.
مقام الشهيد هو نصب تذكاري يخلد الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة التحرير، من اجل استقلال الجزائر.
في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على هذا النصب التذكاري، و المعلم السياحي، من حيث تاريخه وجاذبيته للزوار.
تاريخ و هندسة مقام الشهيد :
تم الانتهاء من تشييد مقام الشهيد سنة 1982 ميلادي، الموافق للذكرى العشرون لاستقلال الجزائر. في عهد الرئيس الراحل “الشاذلي بن جديد”. حيث قام بتصميمه المهندس الجزائري “بشير بلس”، بينما تكفلت شركة ‘لافالين” بإنجازه. أما فكرة بنائه فتعود إلى الرئيس الراحل “هواري بومدين”.
يبلغ طول المقام حوالي 92 مترا، ويتكون هذا من ثلاث سعف نخل مهيبة ترتفع نحو السماء، لتهيمن على الجزائر العاصمة و قصبتها، حيث ترمز كل واحدة فيهن إلى مرحلة معينة من تاريخ الجائر الطويل.
السعفات الثلاثة تلتحم في اعلى المقام، مشكلة مبنى أسطوانيا، مطل حديقة التجارب، و مباني الجزائر العاصمة.
في اسفل النصب تبع ثلاثة تماثيل برنزية عملاقة، ترمز إلى فترة المقاومة الشعبية، وجيش تحرير الجزائري، بالإضافة إلى الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير.
كما يجدر الإشارة إلى وجود شعلة أبدية اسفل النصب، تحت حراسة الحرس الجمهوري الجزائري. و التي تتم عنها التشريفات الرسمية الخاصة بعيدي الثورة و الاستقلال.
تخليد أبطال ثورة الجزائر:
مقام الشهيد هو رمز للعرفان و التبجيل للأبطال والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الجزائر. حيث يبقي شامخا للتذكير بثورة و كفاح الشعب الجزائري من أجل حريته، و منارة شاهدة عن تاريخ الجزائر المجيد.
المقام هو إحياء لذكرى النساء ورجال الذين قدموا أغلى ما لديهم: حياتهم من أجل أن تتحرر بلادهم نفسها من ظلم الاستعمار.
من ملحقات مقام الشهيد “متحف المجاهد”، الذي يقع اسفل النصب. حيث يمكن للزائر اكتشاف تاريخ و نضال الجزائريين من اجل الحصول على استقلالهم عن الاستعمار الفرنسي، الذي احتل الجزائر سنة 1830 ميلادي. حيث نجد داخل المتحف صورا و معدات و تحف تاريخية تخص فترة التحرر الحاسمة من التاريخ الجزائري.
نصائح لزيارة مقام الشهيد في الجزائر العاصمة :
يمكن الوصول إلى النصب التذكاري عن طريق ركوب التليفريك المقابل لحديقة التجارب “الحامة”، كما تتوفر أيضا سيارات الأجرة بالقرب من من مركز رياض الفتح ،التي يمكن أن تقلك إليه.
يجب السؤال دائما عن مواعيد عمل التليفريك، و ذلك لتنظيم جولة سياحية جيدة دون مفاجاءات.
النشاطات التي يمكن القيام بها عند مقام الشهيد :
- يمكن التقاط الكثير من الصور التذكارية مع المقام، مع الحرص على على تغير الجهة في كل مرة؛
- زيارة متحف المجاهد، و الاستمتاع بمعرفة تاريخ الثورة الجزائرية، و مشاهدة التحف التاريخية التي تحكي احدى فترات الجزائر الحاسمة؛
- زيارة المتحف المركزي للجيش، الذي لا يبعد كثيرا عن مقام الشهيد؛
- التجول في أنحاء الحدائق المحيطة بالنصب التذكاري، و اخذ قسط من الراحة بعد ذلك لاسترجاع الأنفاس.
- يمكن كذلك شراء بعض التذكارات الخاصة بمقام الشهيد، و التي يتم بيعها بالقرب منه.
في الختام ، مقام الشهيد في الجزائر هو أكثر بكثير من مجرد نصب تذكاري و سياحي. إنه تكريم لأبطال وشهداء ثورة استقلال الجزائر، و فضلا عن تصميمه المعماري المثير للإعجاب ومتحفه المليء بالكنوز التاريخية. فانه أيضا مكان للتأمل وذاكرة للأجيال الحالية والمقبلة.
كل هذا يجعل من زيارته المعلم أمرا لا بد منه للسياح المهتمين بتاريخ وثقافة الجزائر.
