ضريح ماما بينات في بني حواء بولاية الشلف
ضريح “ماما بينات” أحد المعالم المشهورة في ولاية الشلف و الجزائر، و بالتحديد في جبال بلدية بني حواء، حيث أن الكثير و الناس و السياح يزورونها سنويا، البعض من أجل الاكتشاف و التجول في المكان، و الترويح عن النفس من الضغوط اليومية، أما البعض الآخر فمن أجل التبرك.
تاريخ ضريح ماما بينات في الشلف
يعود بناء ضريح “ماما بينات” إلى عهد الاستعمار الفرنسي، كتكريم لها و حفاظا على ذكراها. لكن قصة ماما بينات تعود إلى سنة 1802 م، حين تحطمت سفينتهم خلال عاصفة بحرية، قبالة شواطئ الجزائرية ببني حواء في ولاية الشلف، حيث نجت ماما بينات مع مجموعة من الراهبات المسيحيات و عدد ممن كانوا على ظهر السفينة، يقال أن السفينة كانت تابعة إلى القوات البحرية الفرنسية و كان يطلق عليها تسمية “بانال”، السفينة كانت تحمل على ظهرها حوالي 500 فرد بين بحارة و جنود و عدد من النساء التي تقول الرواية أن هن راهبات من هولندا، حيث أن الرحلة انطلقت من ميناء تولون في فرنسا، متوجهة إلى سان دومينيك في لويزيانا. و قد كانت هذه السفينة الحربية كانت مجهزة جيدا من طرف “نابليون بونابرت” ، لمواجهة تمرد حدث في سان دومينيك.
موقع الضريح ماما بينات؟
يقع الضريح “ماما “بينات” في بلدية بني حواء، التابعة لولاية الشلف، و القريبة من مدينة تنس الساحلية. حيث تتميز هذه المنطقة بجمال ساحلها و خضرة جبالها و روعة شواطئها، أما بالنسبة للضريح هو عبارة عن مبنى صغير و جميل أبيض اللون، يقابل البحر الأزرق، في داخله توجد شواهد لقبور ستة نساء، سكان المنطقة يطلقون على الضريح بقبر الرومية ( معناه الأجنبية)
كيف كانت حياة “ماما بينات”؟
بعد نجاة ماما بينات و من معها من النساء من الغرق، لجاوا إلى دار الإسلام. و هي عبارة عن زاوية لتعليم القران الكريم للطلبة و المتصوفين، حيث أقمن هناك.
مع الوقت، و رغم اختلاف اللغة و الدين و العادات. فقد اندمجت الراهبات المسيحيات في المجتمع بسبب الترحيب و حسن المعاملة التي تلقوها من سكان المنطقة. بمرور الزمن تعلمت الراهبات لغة وتقاليد أهل المنطقة. و تزوجن فيها و دخلن الإسلام، أما الراهبة الكبرى و التي كان اسمها الحقيقي “جيان” و عمرها آنذاك حوالي الخمسين سنة، فلم تتزوج رغم ما يقال عنها، أنها كانت فائقة الجمال.
قد عملت ماما بينات على مساعدة و علاج السكان كونها كانت ممرضة. حيث كانت تجمع الأعشاب الطبية من الجبال المحيطة بالمنطقة و تداوي كل من يقصدها هذا من جانب و من جانب آخر فقد كانت تتميز ماما بينات بالحكمة والتعقل ما جعل السكان يستشيرونها و يطلبون رأيها من مختلف قضاياهم و مشاكلهم، هذا ما جعل السكان يرتبطون و يتعلقون بها و يعتقدون أنها ولية صالحة إلى غاية وفاتها، حيث تم دفنها في المنطقة مقابل البحر.
تقاليد و معتقدات حول ضريح ماما بينات؟
هناك بعض التقاليد و المعتقدات الأسطورية في المنطقة حول ضريح ماما ينات. مثل تبرك الفتيات بالضريح قبل الزواج و بعده، و اكل تراب الضريح لإنجاب الأولاد. أما بالنسبة للأطفال فيتم غسلهم بماء عين ماما بينات لمساعدتهم على المشي.
المنطقة تشتهر بالوعدات (الولائم)، التي تقام تكريما للولية الصالحة حسب اعتقادهم. حيث يتم ذبح المواشي و توزيعها على السكان و الفقراء.
المكان قبلة لكثير من الزوار نظرا للجمال الطبيعي الذي يميزه. فضلا عن أسطورة ماما بينات التي تجلب السياح لاكتشاف التاريخ و الماضي.
خلااصة:
قصة ماما بينات تشبه كثيرا أسطورة لالة خديجة في جرجرة، من حيث حب الخير للسكان جميعا. التي جعل الأهالي يقابلونها بنفس الحب و الاحترام إلى غاية اليوم.