“لاكوريدا” حلبة مصارعة الثيران في مدينة وهران
“لاكوريدا” حلبة مصارعة الثيران (طورو وهران)، من أهم المعالم في مدينة وهران “الباهية”، تشبه كثيرا الحلبات المشهورة الموجودة في إسبانيا، الحلبة تم بناؤها في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، و ذلك لصالح الجالية الإسبانية في وهران. حيث أن مصارعة الثيران، كانت تحظى بشعبية كبيرة لدى الإسبان.
ويحمل الحي الذي تقع به الحلبة اسم “الطورو” أي الثور بالعربية، لكن تسميته الرسمية هي حي الأمير خالد، و الذي يقع غرب مدينة وهران.
الحلبة هي تحفة معمارية رائعة و بسيطة و ذلك بشكلها الدائري، و مدرجاتها الصغيرة، الحلبة تستوعب 14000 متفرج.
بنيت الحلبة بهندسة معمارية خاصة، استعملت فيها الهندسة الصوتية. حيث يصل الصوت إلى كل مكان في الحلبة دون استعمال أي مكبرات للصوت.
تاريخ حلبة مصارعة الثيران في وهران
بنيت الحلبة باستعمال مواد أولية محلية، مثل الحجارة و الطين و الكلس،و ذلك سنة 1908م. من طرف المهندس المعماري المنحدر من وهران “غارلونديي” على مساحة 4800 متر مربع. و قد كانت الحلبة تستوعب في ذلك الوقت 4000 متفرج فقط، لكن بعد مستها عملية ترميم وتجديد تم رفع طاقتها إلى 14000 متفرج و ذلك سنة 1954م. و رغم قدمها تحتوي الحلبة على تقنية مقاومة للزلازل. حيث ترتفع مدرجات الحلبة على 145 عمود محيطة بها، و تشبه في شكلها تقنية بناء المدرجات الرومانية.
في الماضي في عهد الاستعمار الفرنسي، أقيمت الكثير من مقابلات لمصارعة الثيران، لكن تم توقيفها مباشرة بعد استقلال الجزائر سنة 1962 م.
الحلبة تم ترميمها و افتتحها من طرف السلطات الجزائرية سنة 2018م، لتكون معلما تاريخيا و ثقافيا و متحفا، يزوره السياح من كل مكان مقابل مبلغ بسيط.
ماذا يمكن مشاهدته في الحلبة؟
الحلبة تحكي فترة من فترات المدينة، التي عاش فيها الإسبان بالآلاف فيها. حيث يمكن للسائح أن يتخيل المنزلات التي كانت تجرى فيها بين الثيران. و الأصوات التي كانت تتعالى فيها لتشجيعها من طرف الجمهور على المدرجات الدائرية.
هناك محلات اسفل الحلبة كانت تستعمل قديما في بيع المأكولات للمتفرجين. لكنها الآن تستخدم في بيع التذكارات والتحف من طرف الحرفيين للسياح و الزوار.
يمكن للزوار أخذ صورة تذكارية رائعة داخل الحلبة، لتذكر زيارة مدينة وهران الباهية، و معالمها التاريخية.
خلاصة:
“لاكوريدا” او “طورو” وهران هي من افضل المعالم السياحية، و التي تم ترميمها مؤخرا. لتصبح محل جذب للسياح و الزوار للتعرف على فترة كانت فيها الثيران تتصارع من اجل إمتاع المشاهدين.