قصر الذراع… القلعة الغامضة في تيميمون جنوب الجزائر
الكثير سمع عن قصر الذرع في تيميون، القلعة الدائرية الشكل، و الغريبة في نفس الوقت. و التي تحيط بها الرمال من كل جنب وسط الصحراء. و رغم شهرته الكبيرة غير تاريخه يبقى غامضا، حيث تكثر الحكايات بين السكان المحليين عن من سكنه و لأي غرض كان يستخدم.
في هذا المقال، نحاول استكشاف تاريخ هذا القصر، و اهم الروايات التي قيلت في حقه.
قصر الذرع:
هي لغز محير في قلب العرق الغربي الكبير، قرب مدينة تميمون. يتميز بشكل بنائه الدائرية، و المبني بالحجارة و الطين مع جدارين مضاعفين.
القصر هو جزء من قصور تيميمون الدائرية الشكل، و التي تنتشر خصوصا في المنطقة الممتدة بين قورارة و تيديكلت. أما عن سبب اعتماد شكل الدائري المميز في البناء فيعود إلى طبيعة المنطقة التي تتميز بكثر هبوب الرياح المحملة بحبات الرمل، ما ينتج عنه من تراكم للرمل و تأكل الجدران المواجه للرياح.
يعتقد أن سكان القصر كانوا من اليهود، حيث أن القصبات الدائرية الشكل، و بعده عن القصور الأخرى دليل على ذلك. إضافة إلى عدم وجود أي نقوش أو علامات تنفي هذا الاعتقاد. كما يعتقد الباحثون أيضا، أن القصر هو عبارة عن قلعة عسكرية، و ذلك لوجود التحصينات و الدفاعات فيها، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي على طريق الملح، الذي كان يربط بين شمال إفريقيا و السودان الغربي (النيجر و المالي حاليا).
أين يقع قصر الذراع؟
يقع القصر في منطقة معزولة من العرقي الغربي وسط الصحراء الكبرى جنوب الجزائر، بين منطقة أولاد سعيد وقصر قدور بتميمون. حيث يبعد حوالي 30 كيلومترا عن تميميون، و 1400 كيلومترا عن الجزائر العاصمة.
تاريخ قصر الذرع:
قدر العلماء و الباحثون عمر القصر بألف سنة أو يزيد، و تقول الرويات أن القصر شيد من طرف احدى القبائل اليهودية التي قدمت إلى المنطقة، بعد طردهم من تلمسان في الشمال الغربي للجزائر.
القليل من الأشخاص بالمنطقة الذين يعرفون القصر ليس بإمكانهم تقديم أي تفاصيل عن تاريخه، سوى أن قبيلة يهودية كانت تسكنه. إضافة إلى ذلك يسود اعتقاد لدى البعض انه كان قلعة عسكرية أو سجن.
زيارة قصر الذرع:
في الطريق المؤدي إلى هذا المعلم التاريخي يرافقك صمت مطبق وسراب رهيب، كثبان رملية شاهقة و مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة التي لا تنتهي، و التي لا تزال تنتظر من يستكشفها، خصوصا أنه في هذه الجزء من الصحراء الكبرى أماكن لم يصلها بشر بعد.
القصر يعطي الشعور بأجواء روايات ألف ليلة و ليلة، لأول وهلة ينتاب الزائر نوع من الدهشة لوجود مبنى ضخم وسط العدم. و يتبادل إلى الذهن عدة أسئلة عن من بناه؟ و كيف تم ذلك؟ و هل البشر هم من قاموا ببنائه؟
قصة زيارة فريق البحث الأمريكي للقصر:
في الثمنانينيات من القرن الماضي، قدم فريق بحث أمريكي إلى القصر، حيث كان يهدف للإجابة على بعض الأسئلة. منها، كيف يشيد قصر في قلب الصحراء القاحلة التي تحيط بها الرمال من كل جانب؟ و قد اتصلوا في ذلك الوقت بأشهر المرشدين في المنطقة. وتوغلوا داخل العرق الغربي الكبير للوصول، وبعد قطعهم لبحر من الرمال الناعمة وصلوا إلى قصر غريب معزول، غير معروف حتى لدى سكان المنطقة انفسهم. حين الوصول طلب الفريق الأمريكي من المرشدين المغادرة و العودة إليهم إلا بعد انقضاء أسبوع كامل.
لا أحد يعرف حتى الآن كيف تم تحديد موقع القصر؟ و ماهي المهمة الحقيقية لهذا الفريق؟ و ماذا وجدوا؟ و ماهي النتائج التي وصلوا إليها بعد عملية البحث التي دامت أسبوعا كاملا في القصر؟