قصة لالة خداوج العمياء

قصة لالة خداوج، حسناء مدينة القصبة العتيقة

lina shop

قصة لالة خداوج المعروفة بخداوج العمياء، من اروع القصص التي تشتهر بها القصبة العتيقة في الجزائر العاصمة، ما يجعل دارها من اهم القصور التي يتلهف الزوار و السياح لاكتشافها و التعرف على حقيقة ما يروى عنها. حيث الوصول إليها يكون عبر ازقة القصبة الضيقة الملتوية، التي تحكي تاريخا طويلا عن عراقة المكان.

دار خداوج العمياء:

هي الان عبارة عن متحف للفنون الشعبية و التقليدية، و تعتبر من اروع القصور في القصبة العتيقة، حيث تحكي عن حقبة جميلة من تاريخ مدينة الجزائر. دار خداوج العمياء تقع في حي سوق الجمعة، غير بعيدة عن مسجد كتشاوة الذي يصلها بزقاق مكون من درجات واسعة، تروي كل واحدة منها قصة جميلة عن السكان الذين عاشوا في بيوت و قصور القصبة.

لقد شيدت دار خداوج في سنة 1570م، من قبل “يحيى رايس” الذي كان احد ضباط الأسطول البحري الجزائري خلال الفترة العثمانية. و قد أخدت الدار تسميتها من الملكة الجميلة “خداوج” ابنة الخزناجي “حسن باشا” التي عاشت فيها.

Dzaynou, CC BY-SA 4.0 https://creativecommons.org/licenses/by-sa/4.0, via Wikimedia Commons

قصة خداوج الخيالية:

قصة خداوج تبدأ بطفلة مدللة، اسمها الحقيقي “خديجة”. عاشت في القصر وسط كثير من العز و الفخامة. و لقبت بخداوج نسبة لاحدى الأزهار الرائعة الجميلة المعروفة في الجزائر و هي الخديوجة. و قد كبرت الطفلة لتصبح فتاة فاتنة و اكثر جمالا بين كل نساء مدينة القصبة، ما جعلها حديثا و مطمعا لكل أعيان الجزائر. لكن لم يتجرا أي احد للتقدم إليها خوفا من الرفض.

مرآة خداوج المشؤومة:

يقال أن والد خداوج “حسن باشا” اهدها مرآة جميلة مرصعة بالجواهر و مزينة باللؤلؤ. ما جعل خداوج تصاب بنوع من المرض النرجسي من كثرة الإعجاب بنفسها في المرآة، حيث أصبحت الفتاة تقضي معظم وقتها في النظر إلى نفسها إعجابا بجمال عيونها و حسن خلقها.

بعد فترة قصيرة انعزلت خدواج أمام مراتها و أصبحت تعيش وحيدة في عزلة مع نفسها، رغم وجود كثير من الخدم داخل القصر الذين يسهرون على راحتها.

قصر يحمل تسمية ملكة القصر “خداوج”، التي يروى أنها كانت تملك جمالا لا مثيل له، و فقدت البصر من كثرة النظر إلى مرأتها إعجابا بنفسها.

مأساة لالة خداوج:

في احدى الليلي تصاب خداوج بفقدان بصرها، هناك من يقول أن سبب ذلك هي المرأة المشؤومة و هناك من يقول أن السبب هو كحل العينين الذي كانت تستعمله. رغم محاولات الأطباء الكثيرة لمعالجتها، إلا أن نورها انطفئ، و أنطفات معه حياة والدها “حسن باشا” الذي احبها حبا لا مثيل له. ما جعلها تعيش بقيت حياتها في عزلة عن الناس داخل القصر.

سجن أم قصر عاشت فيه خداوج:

لقد كانت دار لالة خداوج عبارة عن تحفة معمارية عثمانية، بسقيفتها الواسعة المفتوحة على السماء، المحاطة بالأعمدة الرغامية المزخرفة. و قد كان لخداوج غرفة فخمة في الطابق الثالث، حيث كانت تجلس في المشربية الباشوية المطلة على الشارع لتسمح صخب الحياة مدينة القصبة خارج قصرها.

كانت تقوم على رعاية خداوج الكثير من الخادمات داخل القصر، لكنها كانت في عزلة عن ما يدور خارجه. ما جعل الناس تصاب بالفضول حولها و نسج الكثير من القصص عن حسناء القصر.

دار خداوج العمياء بعد وفاتها:

لقد توفيت لالة خداوج قبل احتلال الفرنسيين للجزائر، حيث تم كراء الدار من طرف الداي “يعقوب البكري خزندار”. و بعد وصول الاستعمار الفرنسي في عام 1830م قام أحفاد أخيها بكرائها لثري يدعى “غوتوا”

لقد عانت الدار من كثير من الخراب و الفساد خلال فترة الاحتلال الفرنسي، لكنها استرجعت جمالها و زينتها بعد الاستقلال، لتبقى ذكرى لاحدى اجمل الروايات قي القصبة.

lina shop

قد يهمك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *