قبر الرومية

قبر الرومية في تيبازة، أسطورة خالدة في الجزائر

قبر الرومية أو ما يعرف بالضريح الملكي الموريتاني هو اشهر المعالم السياحية و الأثرية في تيبازة، و المصنفة من طرف اليونيسكو كتراث عالمي، حيث أن القبر تلفه الكثير من الأساطير و الروايات عن كيفية بنائه، و من بناه. يتميز قبر الرومية بشكله الدائري الغريب و الفريد من نوعه. ما يجعله قبلة لكثير من الزوار و السياح من كل أنحاء العالم. إلى جانب هذا فالضريح هو وجهة مثالية لهواة التصوير الفوتوغرافي، حيث يمكن التقاط صور رائعة للضريح من كل الجوانب. في هذا المقال نحاول أن نكشف لكم ما يحتويه الضريح و ما قصته.

موقع قبر الرومية “الضريح الملكي الروماني” :

يقع قبر الرومية على الطريق بين الجزائر العاصمة و مدينة شرشال الساحلية، تحديدا في منطقة سيدي راشد الأثرية. حيث يبعد حوالي 70 كيلومتر غرب العاصمة، القبر مشيد وفق ربوة على ارتفاع 261 مترا، حيث يطل شامخا على سهول متيجة الخضراء، كما يمكن أيضا مشاهد الضريح من طرف البحارة على مسافات بعيدة في عرض البحر المقابل لسواحل شرشال.

عند الدخول من باب القبر، يجد الزائر نفسه في رواق منخفض، ما يضطرّه للانحناء لمواصلة السير، تعلو حائطه الأيمن نقوش تمثل صورة أسد ولبؤة، لذا سمّي “بهو الأسود”. وعند اجتياز الرواق الأول، يجد الزائر نفسه مرة أخرى في رواق اخر طوله حوالي 141 مترا وارتفاعه 2.40 متر، شكله متعرج ويقود مباشرة إلى قلب المبنى الذي تبلغ مساحته 80 مترا مربعا.

كيف تم بناء قبر الرومية :

قبر الرومية أو الضريح الملكي الموريتاني عبارة عن مبنى حجري اسطواني الشكل، يبلغ طوله 60مترا، وارتفاعه 32.4 مترا، أما قطره هو 60.9 مترا. يبرز من القبر 60 عمودا على النمط الأيوني، و 04 أبواب وهمية ضخمة يصل علوّ الواحد منها إلى ما يقارب سبعة أمتار . يمكن الدخول إلى القبر عبر باب سفلية ضيقة تقع تحت الباب الخفية من الجهة الشرقية.

قبر الرومية في تيبازة
Kadi.razika, CC BY-SA 4.0 https://creativecommons.org/licenses/by-sa/4.0, via Wikimedia Commons

لماذا سمي قبر الرومية بالضريح الملكي الموريتاني ؟

سمي القبر كذلك من طرف المؤرخين، حيث بني في عهد الدولة الامازيغية، والتي عرفت أوجها في عهد الملك “يوبا الثاني” الذي يعد من أقوى الملوك والقادة العسكريين لإمبراطورية موريتانيا (الاسم القديم لمنطقة المغرب العربي بين 25 قبل الميلاد و23 ميلادي)، وقد كانت عاصمته “أيول” وهي شرشال حاليا. الحضارة الامازيغية عرفت تطورا و ازدهارا كبيرين خلال ملك “يوبا الثاني”.

أما عامة الناس فيطلقون على الضريح بتسمية “قبر الرومية”، و ذلك لوجود نقوش على القبر تشبه الصلبان المسيحية أو الرومية (معناها قبر الأجنبية المسيحية).

ما هي قصة الضريح، و من دفن في الضريح ؟

يعتقد الباحثون في علم الآثار و التاريخ أن الضريح الملكي الموريتاني هو عبارة عن مبنى جنائزي ملكي، استخدم كمقبرة للعائلة الملكية الأمازيغية التي حكمت موريتانيا في عهد ملك البربر”يوبا الثاني”، وذلك عام 40 قبل الميلاد.

أما الرويات فتقول أن القبر بناه الملك الامبراطوري لدفن زوجته “كليو باترا سيليني” التي حزن عليها حزنا شديدا بعد وفاتها.

تم اكتشاف القبر عام 1865 من طرف عالم الحفريات والآثار الفرنسي “أدريان بيربروجر”، و قد أمر” نابليون الثالث” بالقيام بحفريات، والتي من خلالها اكتشاف باب السري السفلي الضيّق، الذي يقع تحت الضريح.

الملك يوبا الثاني ملك الامبراطورية الموريتانية كان يعشق زوجته كليو باترا سيليني حتى الجنون حيث حزن عليها بعد وفاتها حزنا شديدا إلى درجة أنه قرر أن يخلد ذكراها بضريح خالد

ما هي النشاطات التي يمكن القيام بها عن الضريح الملكي لموريتاني ؟

بالإضافة إلى زيارة القبر و استكشاف المكان من الداخل و الخارج، يمكن للزوار الاستمتاع بتذوق الشاي و القهوة، التي تباع بالقرب من الضريح، في الهواء الطلق الممزوج برائعة أشجار الصنوبر الرائعة.

إلى جانب هذا تتوفر جولات قصيرة على الأحصنة، و التي يحبها الأطفال كثيرا، كما يوجد بالقرب من قبر الرومية مطعم رائع، يشبه المتحف كثيرا لما يحتويه من تحف قديمة. حيث أن رفوف المطعم مكتظة بالتحف المصنوعة من النحاس أو البرونز، والعاج والطين، إضافة إلى الصور القديمة، تعود إلى العهد العثماني أو فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

الأوقات المناسبة لزيارة قبر الرومية :

يمكن زيارة قبر الرومية (الضريح الملكي الموريتاني) خلال كل أيام السنة، غير أن افضلها هما فصاي الربيع و الصيف، حيث يكون الطقس جميلا و الحرارة معتدلة. وذلك مع تجدد الغطاء النباتي الأخضر، و استعادة أشجار الصنوبر و الخزامة لنشاطها.

رسوم الدخول إلى موقع قبر الرومية :

يتم الدخول موقع الضريح الملكي الموريتاني بمبلغ رمزي، توجه أمواله إلى صيانة الموقع، حيث أن رسم الدخول هو 120 دينار للشخص الواحد، أما ركن السيارة في الحضيرة هو بمبلغ 100 دينار.

قبر الرومية في شرشال هو احد المعالم الأثرية الضاربة عمق التاريخ، حيث انه يمنح زواره الاسترخاء وفسحة من السعادة النفسية و الفرحة، بعيدا عن مشاكل العمل و الحياة اليومية المتسارعة. الضريح من اهم المعالم التي يجب زيارتها عند القيام بجولة في مدينة تيبازة.

قد يهمك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *