جامع الجزائر الأعظم
جامع الجزائر الأعظم، هو احد ابرز المعالم في العاصمة الجزائرية، حيث تطل مئذنته على القادمين إلى العاصمة من بعد عدة كيلومترات. منذ افتتاحه اصبح الجامع مقصدا للآلاف الزوار و المصلين يوميا. إلى جانب ذلك اصبح الجامع يعتبر من اهم المعالم السياحية للجزائر، و ذلك بعد افتتاحه في سنة 2020.
الجامع الأعظم للجزائر يعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
في هذا المقال، نحاول تسليط الضوء على المسجد من عدة نواحي، مثل هندسته، و موقعه، و اهم ما يوجد فيه من مرافق.
موقع جامع الجزائر الأعظم:
يقع جامع الجزائر بموقع استراتيجي في قلب خليج الجزائر العاصمة، و بالضبط في بلدية المحمدية. يطل على البحر الأبيض المتوسط من الضاحية الشمالية، وبمحاذاة وادي الحراش من الضاحية الغربية، على بعد 10 كيلومترات إلى الشرق من وسط العاصمة القديم، كما انه قريب جدا من مطار الجزائر الدولي (هواري بومدين) بحوالي 11 كيلومترا.
هذا الموقع يحمل رمزية تاريخية كبيرة بالنسبة للجزائريين، حيث أن بلدية المحمدية كانت تتحمل خلال فترة الاستعمار الفرنسي اسم “الكاردينال لافيجيري” الذي قاد حملات مسيحية تبشيرية هدفت إلى محو هوية و دين الشعب الجزائري.
هندسة جامع الجزائر الأعظم؟
يتمتع جامع الجزائر الأعظم بالكثير من المعالم البارزة و الرائعة، منها:
ثالث اكبر مسجد في العالم:
يتميز جامع الجزائر الأعظم بأبعاده المذهلة، حيث يعتبر الأكبر في إفريقيا. و ثالث أكبر مسجد في العالم، بعد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة و المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. يمتد موقعه على مساحة 30 هكتارًا تقريبًا، ويحتوي على قاعة كبيرة للصلاة، كما يحتوي أيضا على مساحة لاستقبال المعارض، إضافة إلى متحف للفنون و تاريخ الإسلامي عبر 15 قرنًا.
المسجد يضم أيضا مكتبة بها 2000 مقعد وتحتوي على أكثر من مليون كتاب، وقاعات للمحاضرات و مركزا للأبحاث الإسلامية. و تقدر السعة الإجمالية للمسجد بحوالي 120.000 مصل. يمكن لقاعة الصلاة العملاقة وحدها أن تستوعب حوالي 35000 مصل.
في الجهة الخارجية من المسجد، نجد موقف مغطى للسيارات يتسع لـحوالي 6000 مركبة، يقع في الطابق السفلي من الساحة المسجد، المتكونة من عدة حدائق رائعة. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ وجود مدرج للطائرات العمودية، وفندق يحوي 300 غرفة ،و مركز تسوق ، ومطاعم ، ومنتزه ترفيهي والعديد من المباني الإدارية. للأسف الكثير من هذه المرافق هي مغلقة الآن في وجه الزوار و المصلين.

المئذنة الأطول في العالم:
يبلغ ارتفاعها 265 مترًا. ليست فقط الأطول في العالم الإسلامي فقط، بل تعتبر الأطول في العالم. لتليها مئذنة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء التي يبلغ ارتفاعها 210 أمتار.
يمكن للزوار الوصول إليها، عن طريق مصاعد بانورامية تصل إلى ارتفاع 43 دورا. في الجزء العلوي من المئذنة، يمكن مشاهدة مناظر ساحر لمدينة الجزائر العاصمة و خليجها الرائع.

قبة المسجد:
تتوسط قاعة الصلاة في جامع الجزائر الأعظم قبة، يبلغ قطرها 50 مترا. تمازج فيها الزخارف و الألوان، فهي مكونة من غلاف داخلي وخارجي، فمن الجهة الداخلية هي قراءة عصرية لقبة «المقرنصات» التقليدية المستوحاة من الهندسة المعمارية الإسلامية خاصة في عهد دولة المرابطين. ومن الخارج غلّفت قبّة المسجد بمصفقات مشربية تزيينية تبرز الوجه الداخلي للقبة وفق الهندسة التقليدية.
القبة العظيمة لها أيضا جانب عملي، حيث تسمح بدخول الضوء الطبيعي من خلال فتحات فيها، وذلك لإنارة قاعة الصلاة الواسعة. أما ليلا فتظهر روعة الثرية الساحرة المعلقة تحت القبة، و التي تعتبر من اكبر الثريات في العالم.

أوقات زيارة المسجد:
المسجد مفتوح للمصلين و الزوار خلال أوقات الصلوات فقط، و ذلك ساعة قبل وقت كل صلاة. لذلك يجب احترام التوقيت بدقة.
كيفية الوصول إلى الجامع؟
الترامواي الرابط بين محطة العناصر و محطة باب الزوار، هو احسن وسيلة للوصول إلى المسجد. كما يمكن استخدام سيارة الأجرة أو تطبيقات التنقل VTC للوصول في اسرع وقت ممكن.
خلاصة:
إذا زرت الجزائر العاصمة، فلا تفوت فرصة الصلاة و الاستمتاع بهندسة الإسلامية الرائعة لمسجد الجزائر الأعظم. حيث اصبح يعتبر من اهم المعالم التي تجلب الزوار و المصلين في الجزائر.