تاغيت جوهرة الساورة، افضل وجهة سياحية في صحراء الجزائر
تعتبر تاغيت اشهر وجهة سياحية صحراوية، حيث تجلب إليها سنويا الآلاف من السياح من كل أنحاء العالم، للاستمتاع بأجواء صحراء الجزائر، و التعرف على تقاليد و عادات سكان المنطقة، بالإضافة إلى تذوق الأطباق التقليدية المشهورة.
تاغيت منطقة صغيرة، لكن تختصر كل شيء فيها، الكثبان، الواحات، المياه، القصور، الجمال، و اهم شيئ هدوء الصحراء. في هذا المقال نحاول تسلط الضوء على اهم النشاطات و الأماكن السياحية التي تزخر بها تاغيت
أين تقع تاغيت ؟
تقع تاغيت في الجنوب الغربي من بشار، حيث تبعد حوالي 97 كيلومترا، كما تبعد حوالي 1100 كيلومتر عن العاصمة الجزائرية. تاغيت هي بلدة صغيرة تتميز بالهدوء و السكينة.
افضل وقت لزيارة تاغيت في بشار:
يعتبر فصل الشتاء احسن فترة لزيارة المنطقة ( من شهر نوفمبر إلى غاية نهية شهر مارس)، حيث يتميز هذه الفترة من السنة بالجو المعتل و الحرارة المنخفضة، التي تسمح بالتجول و اكتشاف مختلف المعالم و الأماكن السياحية التي تضمها منطقة تاغيت.
الكثير من السياح يفضلون أعياد نهاية السنة، و التي تتزامن مع عطل المدرسية التي تسمح بالقدوم إلى المنطقة.
كيف يمكن الوصول إلى تاغيت؟
هناك عدة طرق للوصول إلى مدينة تاغيت في بشار، لكن افضلها هي السفر عبر الطائرة انطلاقا من العاصمة الجزائرية. تدوم الرحلة حوالي الساعة و النصف، أما في حالة القدوم بالسيارة فالأمر بتطلب حوالى 14 ساعة على الطريق. كما يمكن أيضا استعمال الحافلات المتوجهة إلى بشار انطلاق من المحطة البرية للعاصمة (محطة قدماء المجاهدين).
للعلم المسافة الفاصلة بين بشار و تاغيت هي 97 كيلومتر، و في حالة الوصول إلى مدينة بشار عن طريق الطائرة أو الحافلة، يجب على الزائر احدى وسائل النقل الأخرى مثل الحافلات أو سيارات الأجرة للوصول إلى تاغيت.
من الأفضل الاتصال بإحدى والوكالات السياحية التي تقدم خدمة الرحلات المنظمة إلى تاغيت، و ذلك لربح الوقت و الجهد، بالإضافة إلى توفرها على مرشدين سياحيين لمساعدة الزوار.
ما يمكن مشاهدته في تاغيت؟
تقع مدينة تاغبت الصغير بين زاويتين يطلقن علهما “الزاوية التحتانينة” (الزاوية السلفى) و الزاوية الفوقانية” (الزاوية العليا)، حيث تبعدان عن بعضهما البعض حوالى 15 كيلومترا، بين الزاويتين يوجد الكثير ليبهر الزائر و يثير دهسته :
1. الرسومات الصخرية:
الرسومات الصخرية الرائعة من اهم المعالم السياحية في المنطقة، حيث تحكي تفاصيل الحياة اليومية للإنسان الأول الذي عاش فيها، ويعود تاريخ هذه الرسوم حسب إلى علماء الآثار إلى العصر الحجري القديم حوالي 10 آلاف سنة قبل الميلاد. المنحوتات تصور الحيوانات و الحياة التي عشاها البشر في تلك الحقبة.
2. غروب الشمس في تاغيت:
من عادات السكان المحليين توديع الشمس في كل غروب من فوق الكثبان الرملية، في جو من الهدوء و التأمل لا مثيل له فاي مكان من العالم. العادة التي يكتسبها السياح فور وصولهم، حيث يستمتعون بلحظات هبوط الشمس تحت الأفق، في عالم من الصمت، حيث يبتلع الهدوء كل شيء، و يشعر الإنسان انه في كوكب اخر. المشهد رائع يبعث على الراحة خصوصا لمن يعيشون حياة صاخبة في المدن المكتظة .
3. اكتشاف قصر تاغيت:
زيارة القصر من اهم المحطات السياحية، الذي يعود تاريخه للقرن الحادي عشر والمصنف كتراث وطني. يتميز القصر بواجهته الخارجية الطينية المبهرة، و قد تم بناؤه من الحجارة و الطين و جذوع النخل. القصر متكون من حوالي 120 بيتا متلاصقة في شكل حصن دفاعي. يمكن الوصول إلى البيوت عن طريق أزقة ضيقة تشبه المتاهة إلى حد كبير.
القصر يحتوي على متطلبات الحياة البسيطة في القديم، من مسجد، و ساحات، ودكاكين، و أبار للسقي و الشرب. الآن، القصر مهجور من سكانه الأصليين، لكن أصحابها حولوا بيتهم إلى فضاءات للإقامة السياح و الضيافة و شرب الشاي و مكان للقعدات الصحراوية التقليدية الأصيلة التي يتطلع إليه السيح بشغف كبير لما سمعوه عنها.
يمكن للزوار الاستمتاع بموسيقى الديوان خلال السهرات، حيث تعزف بالات تقليدية مثل القمبري المشهور في الصحراء الجزائرية و الة العود البشاري الأصيل.
بالإضافة إلى اكتشاف المكان الفريد من نوعه، هناك أطباق و أكلات تقليدية، يتم تقديمها في القصر، تتميز بطعمها اللذيذ و الخاص بالصحراء .
4. التمتع بركوب الجمال و دراجات الدفع الرباعية:
من اكثر ما يجلب الشباب هو ركوب الجمال و الدرجات النارية الرباعية، التي يمكن أخذها في جولات على الكثبان الرملية الناعمة و المسالك الصحراوية لاكتشاف العالم الساحر لطبيعة المنطقة.
قيادة الدرجات فوق الرمال متعة حقيقية، لا تضاهيها أي شئ، حيث تتسارع نبضات القلب و يرتفع الأدرينالين في الجسم عند النزول من الكثبان الرملية العملاقة
5. واحات النخيل وسط الصحراء:
هناك الآلاف من أشجار النخيل و بساتين خضراء بالقرب من واد زوزفانة، و أسوار قصر تاغيت. عالم جميل جدا، لا يمكن للزائر ان يتصور انه وسط الصحراء
6. وادي زوزفانة، الذي يربط الجزائر بالمغرب:
هو الوادي الذي يبدأ طرفه الجزائري من تاغيت و ينتهي في دولة المغرب الجارة. الواد مكان رائع تتمازج فيه رمال الصحراء الناعمة مع لون المياه الدافئ. الواد هو احد المحطات المهمة في رحلة السياح إلى المنطقة. حيث أن الكثير منهم يتعجب لوجود مياه جارية وسط الصحراء القاحلة. يمكن للزوار ركوب القوارب الصغيرة و التجديف في مياه الواد.
7. التزلج على الرمال:
احد النشاطات التي تستهوي الشباب خصوصا. حيث يمكن التزلج على الكثبان الرملية العملاقة، ما يجعل أدرينالين المغامر يرتفع عند النزول من قمة الكثبان، و يشعر الإنسان بنشوة و فرح لا تنتهي مع تزايد الحماس في كل محاولة للهبوط من الأعلى.
8. اقتناء التذكرات و الهدايا التقليدية:
في الأخير، يمكن اقتناء هداية تقليدية يتم صناعتها يدويا في ورشات قصر تاغيت أو بالقرب منه، الهدايا تتنوع بين ملابس تقليدية و أواني فخارية و منحوتات تعكس تراث منطقة تاغيت الصحراوية.
هناك أيضا ورشات للمنتجات التقليدية يمكن زيارتها بالتوازي مع التجول في المنطقة مثل الآلات الموسيقية الخاصة بالمنطقة.
تكلفة الرحلة السياحية إلى تاغيت :
تكلفة الرحلة إلى تاغيت مع وكالة سياحية هي على الأقل 20.000 دينار للشخص الواحد، و التي تكون مدتها في الغالب 04 أيام. و تتضمن تكلفة الفندق و التجول في سيارات الدفع الرباعي و التنقل بين الأماكن السياحية لمدينة بشار و تاغيت، إضافة إلى نشاطات اخر مثل ركوب الجمال.
أما إذا كان الزائر من محبي المغامرة و السفر منفردا، تكون بعض التكاليف كالاتي:
- تكلفة الرحلة عبر الطائرة ذهاب و إيابا هي 15000 دينار؛
- تكلفة الرحلة في الحافلة 2000 دينار؛
- كراء دار للمبيت ابتدأ من 1500 دينار حسب الخدمات و النوعية، أما المراقد سعره منخفض قليلا حوالى 600 دينار؛
- تكلفة الغرفة الواحدة بالنسبة لشخصين في فندق تاغيت هي 9000 دينار؛
- الانتقال من بشار إلى تاغيت حوالي 200 دينار؛
- التزلج على الرمال حوالي 400 دينار؛
- ركوب الجمال حوالي 200 دينار؛
في الختام، يمكن القول أن تاغيت هي مقصد كل سائح يحب الاكتشاف و التغيير. حيث يمكن ضمها للاماكن السياحية الأكثر جلبا للسياح. و ذلك من كل بقاع العالم لتوفرها على كل شيئ يطلع الزائر لرويته و التمتع به. مثل القصور التاريخية و الواحات و الكثبان و السكون و الهدوء.
