البريد المركزي: احدى اجمل التحف المعمارية في العاصمة الجزائر
يعتبر البريد المركزي في العاصمة الجزائر، احد اشهر معالم السياحية فيها، حيث يعد إيقونة معمارية فريدة من نوعها وسط البنايات ذات الطراز الأوروبي الفرنسي.
في المقال، سوف نتحدث قليلا عن هذه التحفة المعمارية، من حيث تاريخها و الأحداث المرتبطة بها.
تاريخ البريد المركزي في الجزائر:
بني البريد المركزي سنة 1910 م، في موقع لحصن عثماني قديم. و قد قام المهندسين الفرنسيين “فوينوت” و “تودوار” بتصميمه و الإشراف على تشيده.
البريد المركزي مصمم على الطراز النيو مورسكي (الأندلسي)، و ذلك بطلب من الحام العام الفرنسي في الجزائر السيد “شارل سيليستين جونارت”. و كان الهدف من اعتماد هذا النوع من الهندسة المعمارية هو التقريب بين السكان الأصلية الجزائريين و المستوطنين الفرنسيين. لكن الجزائريون لم يهتموا بالمبنى، و لم تتوقف مطالبهم بالاستقلال من الاستعمار إلى غاية اندلاع ثورة التحرير في أول نوفمبر 1954م، و التي توجت بنيل الحرية في 05 جويلية 1962م.
هندسة المعمارية لبريد الجزائر:
يتميز بريد الجزائر واجهته الرائعة، المستوحاة من المساجد و القصور الإسلامية، التي كانت منتشرة في الجزائر و الأندلس. حيث يتزين بعدة قباب و أبواب و نوافذ مزخرفة رائعة، إضافة السلالم الرخامية التي تقود إلى مداخله الخشبية. أما التصميم الداخلي فهو اكثر جمالا و روعة، حيث يشكل سقف المبنى جوهرة حقيقية، تفنن الحرفيون الجزائريون في تصميمها، مبهرة كل زوارها.
حتى بعد 100 عام من بنائه، لا يزال المبنى البريد المركز يحتفظ بمكانته وسط العاصمة، ذلك بفضل واجهته المهيبة المتكونة من ثلاثة أقواس عملاقة .
موقع البريد المركزي:
يقع حاليا مبنى البريد المركزي في شارع الشهيد العربي بلمهيدي، حيث يشكل قلب العاصمة الجزائر. و يمكن الوصول إليه عن طرق الميترو، و بالضبط عند محطة تافورة (la grande poste).
البريد المركزي حاليا:
لقد تم في سنة 2015 إغلاق البريد المركزي، و في ماي 2018 تم تحول جزء منه إلى متحف خاص ببريد الجزائر. لكن سرعان ما تم إقفال هذا المتحف في 2019، و ذلك من اجل عمليات الترميم الكبيرة التي يخضع لها المبنى إلى غاية اليوم.
المبنى حاليا يخضع لعمليات ترميم كبيرة لإعادة رونقه و جماله، حيث لا يزال مقفلا، إلى غاية إتمام أعمال التجديد.
الخلاصة:
بريد الجزائر مبنى رائع وسط العاصمة الجزائرية، لا ينبغي تفويته و التقاط صور تذكارية بالقريب منه أثناء زيارة الجزائر.