افضل الأماكن و المعالم السياحية في ولاية معسكر غرب الجزائر
تعتبر معسكر من اهم الولايات في الجزائر، تملك تاريخا زاخرا، و أماكن سياحية رائعة. حيث تلقب بمدينة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
في هذا المقال، نحاول اكتشاف تاريخيها و اهم المعالم التاريخية و الطبيعية و السياحية.
موقع مدينة معسكر:
تقع معسكر على بعد 361 كلم غرب العاصمة الجزائر، و حوالي 60 كلم عن عاصمة الغرب “وهران”. وتعتبر بوابة للولايات الغربية، حيث يربطها الطريق الوطني رقم 04 بمختلف المدن المجاورة مثل سيدي بلعباس، مستغانم، سعيدة، ما جعلها محورا اقتصاديا و تجاريا في المنطقة.
تاريخ معسكر:
يرجع تاريخ معسكر إلى العصور القديمة، لكن بأسماء مختلفة. أما اسمها الحالي فقد اشتق من اسم “أم العساكر” الذي ارتبط بقلعة بني راشد العسكرية.
قد كان لمعسكر دور محوري في تاريخ الجزائر، حيث اعتبرت من اهم الحواضر في عهد الدولة الزيانية و حصنا منيعا في حماية الحكم الزياني. بعد دخول الجزائر تحت الحكم العثماني، تقلدت معسكر زعامة بايلك الغرب، حيث تم تحرير مدينة وهران من الاسبان بقيادة الباي “بوشلاغم”.
مع بداية احتلال الفرنسيين للغرب الجزائري بداية من وهران، قام سكان منطقة معسكر بمبايعة الأمير عبد القادر، و الذي اختار معسكر كعاصمة له.
اهم الأماكن و المواقع السياحية في معسكر:
تضم معسكر العديد من الأماكن و المعالم السياحية الطبيعية و التاريخية بشكل خاص. نذكر منها ما يلي:
1. زمالة الأمير عبد القادر :
هي العاصمة الإدارية و العسكرية للأمير عبر القادر، و تقع بلدية سيدي قادة. حاليا هي عبارة عن اقامة تضم بئرا و حماما، إضافة إلى مبنى و نصب للأمير أقامهما المستعمر الفرنسي لكسب ود سكان المنطقة. حيث يحيط بهذه الإقامة سور دفاعي، تتخلله فتحات للمراقبة و الدفاع من هجمات.
2. شجرة الدردارة (شجرة المبايعة):
هي المكان الذي تم فيه مبايعة الأمير عبد القادر من طرف القبائل، و تقع في منطقة غريس البعيدة بثمانية عشر كيلومتر عن عاصمة الولاية. حيث كان ذلك في 27 نوفمبر 1832، أين اتفقت جميع العروش و القبائل على بيعة الأمير عبد القدر ابن محي الدين كقائد لهم.
صنفت الشجرة الدردارة التي تمت تحتها المبايعة كتراث وطني في سنة 1999م، حيث لا تزال صامدة في مكانها رغم مرور السنوات.
3. مقر قيادة الجيوش والمحكمة:
ينقسم مقر قيادة الجيوش و لمحكمة إلى معلمين وسط مدينة معسكر، حيث بنيا خلال الحكم العثماني للمنطقة على يد الباي “محمد بن عثمان الكبير”. و استخدما كمقر لبليلك الغرب، لكن تم تحويلهما احدهما إلى مقر لقيادة الجيش و الأخر إلى محكمة خاصة بالدولة الفتية بقيادة الأمير، أين كانت تسير أمور الجيش و الدولة و تفك النزعات بين المتخاصمين.
تم تصنيف المقريين كتراث وطني في سنة 1999م، من قبل السلطات الجزائرية.
4. مرملة رجل تيغنيف :
يقع هذا الموقع في بلدية تيغنيف، أين تم العثور في سنة 1870م على هياكل عظمية آدمية لإنسان تيغنيف، الذي يعتبر أقدم الأجناس البشرية في شمال إفريقيا. و ذلك على بعد 20 كيلومترا، شرق مدينة معسكر في مرملة تعود إلى ما قبل التاريخ.
بعد سنة 1886م، تتابعت أعمال الحفريات من طرف الفرنسيين، أين تم اكتشاف عظام أخرى لحيوانات منقرضة كالديناصوريات و الفيلة و القردة. إلى جانب أدوات حجرية صنعها إنسان الأطلس. صنف الموقع في التراث الوطني المحفوظ سنة 1968م.
و قد اثبت التحاليل الأنثروبولوجيا أن رجل تغنيف القديم كان يعش على لحوم الحيوانات التي يصطادها بواسطة أسلحته المنحوتة من الحجارة.
للعلم كلمة “تغنيف” هي بربرية الأصل وتعني البركتين موجودتين في المنطقة. البركة الصغيرة و البركة الكبيرة، و التي احتوتا على مياه صالحة للشرب.
5. مدينة ألاميلاريا:
المدينة هي عبارة عن قلعة عسكرية، حيث اشتهرت بفضل حاميتها التي كانت تتكون من 1000 فارس روماني. و قد أحيطت بأسوار منيعة لحمايتها من هجمات الأهالي بقيادة القديسة البربرية “روبا”، التي اغتيلت في 25 مارس 434 من قبل بعض السكان.
لقد كانت مدينة الاميلاريا تقع في بلدية البنيان حاليا. وسط موقع استراتيجي تحيط به الوديان، حيث يمكن من خلاله مراقبة المنطقة من جميع الجهات الأربعة. ما ساعد الرومان في توسيع منطقة نفوذهم لاحقا.
6. مسجد عين البيضاء :
يعود تاريخ بناء مسجد عين البيضاء إلى القرن الثاني عشر للهجرة أي خلال العهد العثماني، حيث أمر ببنائه خليفة السلطان الباي “محمد بن عثمان”. و اعتبر المسجد مكان لانطلاق المقاومة الشعبية بقيادة الأمير عبد القادر، حيث اختاره لاجتماع المبايعة الثانية التي جمعت مختلف قبائل الجزائر لتوقيع ميثاق للتحالف ضد الاحتلال الفرنسي في 04 فيفري 1833م.
خلال فترة الاستعمار الفرنسي، تم إغلاق المسجد، و حول إلى مخزن للحبوب من طرف احد التجار اليهود. لكن بفضل نضال سكان مسكر تم افتتاح المسجد من جديد في سنة 1919م، ليبقى منارة و ذكرى لمقاومة الشعب الجزائري عن ارضه.
7. الجامع الكبير :
يقع الجامع الكبير في وسط مدينة معسكر في التقاطع بين شارع مصطفى بن بولعيد و مهر إدريس. بني في عهد الحكم العثماني بأمر من الباي محمد بن عثمان سنة 1747م، و ذلك بعد انتقال بايلك الغرب من مازونة إلى معسكر.
إضافة إلى مهمته الرئيسية في إقامة الصلوات و تدريس القران، فلقد استخدم الجامع كمجلس للقضاء لحل نزعات المتخاصمين.
تم تصنيفه ضمن التراث الوطني سنة 1986م، و هو يحمل الآن اسم الشيخ “مصطفى بن توهامي” احد أقطاب المنطقة، حيث كان خليفة للأمير عبد القادر في معسكر.
8. زاوية سيدي محي الدين بالقطينة:
من اهم دور العلم في معسكر، أسسها الشيخ “مصطفى بن المختار الغريسي” سنة 1200ه، إبان الحكم العثماني لمعسكر. و تقع الزاوية في بلدية قطينة، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن مدينة معسكر.
لقد كانت الزاوية مركزا لنشر الوعي و تعاليم الدين، ضد الحملات التبشيرية المسيحية في وقت الاستعمار الفرنسي، حيث درس فيها الامير عبد القادر مع كثير ممن اصبحوا قادة، و دافعوا عن الجزائر.
و نظرا لهمية الزاوية من الناحية التاريخية و الاجتماعية، فقد تم تصنيفها ضمن التراث الوطني سنة 1968م.
9. المحطة الحموية لبوحنيفية:
من اشهر الحمامات في الجزائر، هي المحطة الحموية لبوحنيفية، التي تتجاوز سمعتها الحدود الجزائرية. و تتميز هذه المحطة بمياهها المعدنية ذات التركيبة الفريدة من نوعها، و الغنية بغاز الكربون، حيث تصل حرارتها إلى 70 درجة مئوية.
يقصد بوحنيفية الآلاف من الزوار للاستجمام و العلاج في نفس الوقت، و تشتهر مياه الحمام بعلاج كثير من الأمراض الجلدية و العصبية.
للعلم، أول من اكتشف و استخدم مياه بوحنيفية في العلاج هم الرومان، حيث بنوا مدينتهم “أكواسيرانس” في نفس المكان، و التي للأسف لم يبقى منها الكثير.
10. المنابع الحموية:
تملك معسكر الكثير من المنابع الحموية المستعملة على حالتها الطبيعية، و نذكر من أهمها:
- منبع عين الحامات (07 كلم عن مدينة بوحنيفية)؛
- منبع سيدي مبارك بين بلدية بوهني و المحمدية؛
- منابع بوحنيفية.
11. الغابات الطبيعية في ولاة معسكر:
تملك ولاية معسكر الكثير من الغابات الطبعية و التي تتوزع في عدة مناطق منها، و نذكر اهما في ما يلي:
- غابة الزقور بالمامونية؛
- غابة الضايا بالبنيان؛
- غابة لكادو بالقعدة؛
- غابة البلونتار بالمحمدية؛
- غابة خصيبية بمعسكر؛
- غابة الناظور بالمناور؛
- غابة خلوية؛
- غابة عين فكان؛
- غابة الشرفة؛
- غابة نسمط؛
- المنطقة الجبلية المرجة؛
- منطقة لالة مريمة بسيق.
خلاصة:
معسكر كباقي ولايات و مناطق الجزائر، تملك الكثير من الكنوز التاريخية و الطبيعية و الثقافية، التي لا يمكن بعص السطور من حصرها. لذلك يجب زيارتها و التمتع بجمالها.