أفضلَ الأماكنِ السياحيةِ في جيجلْ

تعتبر مدينة جيجل من اجمل المدن الساحلية و تضم افضل الأماكن و المناطق السياحية في الجزائر. حيث أنها تحتل موقعا استراتيجيا في الشمال الشرقي من الجزائر، متميزة بطول ساحلها الذي يبلغ 120 كلم، و زرقة مياه شواطئها، و جمال رمالها. يسود المنطقة مناخ متوسطي الذي يتميز بالبرودة شتاءا و الحرارة المعقولة صيفا حيث تصل إلى 35 درجة كأقصى ارتفاع لها. مما يجعل جيجل من افضل و اجمل الأماكن التي تجلب عددا كبيرا من السياح و الزائرين في كل صيف للاستمتاع بغاباتها الخضراء و بحرها الأزرق.

تاريخ مدينة جيجل العريق :

ما يجعل جيجل من افضل الوجهات السياحية في الجزائر هو تاريخها، الذي يعود إلى العصور الأولى. حيث دلت مختلف الآثار والبقايا الأثرية على قدم المدينة و توغلها في التاريخ. خصوصا مع اكتشف علماء الآثار أن الإنسان البدائي قد عاش في المنطقة خلال العصر الحجري حوالي 10.000 سنة قبل الميلاد. و هناك الكثير من المعالم السياحية شاهدة على عراقة تاريخ المدينة.

و من اهم الحضارات التي مرت بها جيجل نذكر ما يلي :

المرحلة الفينيقية :

هذه المرحلة امتدت ما بين القرن 06 قبل الميلاد إلى القرن 03 قبل الميلاد. و خلال هذه الفترة تم إطلاق اسم “إيجيجلجيلي” على المدينة و معناه “شاطئ الدوامة“. و قد كانت تابعة لحكم “قرطاجة ” إلى غاية انهزامها أمام الرومان في معركة “زاما“.

المرحلة الرومانية :

بعد الاضطرابات التي ضربت الدولة النوميدية تعرضت مدينة جيجل للاحتلال الروماني خلال عهد الإمبراطور “أوكتافيوس أغسطس” . خلال هذه المرحلة امتدت من القرن الأول ميلادي إلى غاية القرن الخامس بعد الميلاد.

الاحتلال الوندالي :

سنة 430 ميلادي تعرضت مدينة جيجل للاحتلال الوندالي، الذي أحدث فيها دمارا، و خرابا كبيرين. بعد الازدهار الذي كانت تعرفه المنطقة خلال المرحلة الرومانية. وقد بقي هذا الغزو حوالي القرن من الزمن .

المرحلة البيزنطية :

جاءت هذه المرحلة لتعيد المجد الذي كانت تتميز به الامبراطورية الرومانية. حيث تم احتلال مدينة جيجل سنة 335 ميلادي، و قد قام البيزنطيون بإعادة إعمار المدينة، بعد الدمار الذي خلفه الغزو الوندالي. حيث تم في هذه الفترة توسيع المدينة و بناء عدة حصون وطرق خلال تواجدهم الذي دام حوالي القرن من الزمن

المرحلة الإسلامية :

يعود تواجد المسلمين ببلاد المغرب إلى سنة 720 م. و ذلك بعد مجيء الفاتح “موسى بن نصير“إلى أفريقيا أي تونس في الوقت الحالي. حيث نزح بجيشه من القيروان إلى جيجل سنة 772 م، و بهذا أصبحت جيجل جزءا من الحكم الإسلامي. و قد كان لها أهمية كبيرة لاحتوائها على ميناءين مهمين، الأول يصعب الوصول إليه و الثاني سمي “مرسى شارا” و معناه”مرسى السوق”.

المرحلة العثمانية :

بدأت هذه المرحلة سنة 1514 م بعد وصول “بابا عروج” بطلب من سكان مدينة جيجل. و قد أصبح للمدينة فيما بعد مكانة مرموقة و حصنا منيعا للعثمانيين و منطلقا لهم في شمال البلاد.

و قد دامت هذه المرحلة إلى غاية وصول المستعمر الفرنسي سنة 1830 ميلادي.

المرحلة الاستعمارية الفرنسية :

وصل أول جندي فرنسي إلى مدينة جيجل سنة 1839 م حيث قوبل الاستعمار بمقاومة شرسة من طرف السكان. غير أنهم لم يتمكنوا من المحافظة على المدينة، و لجؤوا إلى الجبال للاستمرار في محاربة المستعمر الفرنسي. و قد قامت عدة ثورات لإخراج المستعمر من المنطقة كانت أهمها ثورة الشيخ المقراني .

الكفاح لم يتوقف إلى غاية اندلاع حرب التحرير في 01 نوفمبر 1954. و التي انتهت باستقلال الجزائر في 05 جويلية 1962 م.

افضل الأماكن السياحية في جيجل :

نحاول الآن تقديم افضل الأماكن و المناطق السياحية التي يمكن للزائر الاستمتاع بها خلال جولته في جيجل و المناطق القريبة منها.

شواطئ جيجل الخلابة :

تضم ولاية جيجل على طول ساحلها 54 شاطئ منها 34 مفتوح للسباحة. و تمتد هذه الشواطئ بين زيامة منصورية شرقا إلى غاية واد الزهور غربا. من ناحية اخرى تتخلل هذه الشواطئ عدة غابات رائعة مريحة للزائرين، و ممتعة للعائلات و أطفالهم. بالإضافة إلى الكهوف العجيبة التي اكتشفت سنة 1917 م. و التي تحتوي على منحوتات من إبداع الخالق لا وجود لنظيرها في العالم.

ما يزيد من روعة الشواطئ الجيجلية وجود بعض الجزر مقابلة للساحل. حيث أن اكبرها هذه الجزر يقع في العوانة بمساحة 06 هكتار و التي يطلق عليها جزيرة “الدزيرة“.

الكهوف العجيبة بجيجل :

يعود تاريخ اكتشاف الكهوف العجيبة إلى سنة 1917 م أثناء شق الطريق الوطني رقم 43. هذه الكهوف تقع على بعد 35 كلم من مدينة جيجل بين العوانة و زيامة منصورية. و تعتبر من اروع الأماكن الطبيعية و السياحية التي يمكن الاستمتاع بزيارتها في جيجل، و ذلك لما تحتويه من أشكال غريبة، و عجيبة. تشكلت على مر الأف السنين و هي عبارة عن نوازل وصواعد كلسية. و يمكن القول أن بعض هذه المنحوتات مشكل على صورة معالم معروفة، مثل برج بيزا المائل، قصر الكرملين أو أشياء مثل كاس العالم .

تتميز الكهوف العجيبة بدرجة حرارتها الثابتة على مدار السنة و 18 درجة ، أما نسبة رطوبة فتبلغ ب 60 % كحد ادني.

للتذكير سعر الدخول إلى الكهوف العجيبة هو 50 دينار.

غار الباز :

غار الباز عبارة عن مغارة واسعة تشكلت بفعل الطبيعة، تقع على الطريق إلى بلدية زيامة منصورية. ما يميزها هو روعة المنحوتات الطبيعة، تم افتتاح هذه المغارة سنة 2006 م، و ذلك بعد تهيئتها و إقامة تماثيل للحياة التي وجت خلال العصور الحجرية، حيث تحتوي المغارة على عدة أشكال من التمثيل كالإنسان البدائي و الدينوصورات، إضافة إلى طيور الخفافيش الحية.

إقرأ المزيد عن:  جولة في اجمل الأماكن لمدينة دلس الساحلية شرق الجزائر

المغارة مزودة بإنارة خاصة لتعطي صورة رائعة للزائر عن فترة ما قبل التاريخ.

غار الشتى :

تقع هذا المغارة إلى أعلى جبال جيملة، حيث يعتبر من أطول الكهوف في جيجل، داخل الكهف متشكل من صواعد و نواصل طبيعية. يحتوي غار الشتى على عدة مداخل ، و قاعة واسعة جدا تحوي أشكال كلسية عجيبة.

تتميز درجة الحرارة داخل المغارة بثباتها خلال أيام السنة “16 درجة مئوية”

المنار الكبير :

من اروع الأماكن التي يمكن زيارتها في جيجل، حيث يتميز محيط المنار بالاخضرار و زرقة البحر و الجو الهادئ حيث تقع في أعلى راس العافية، التي تبعد حوالي 06 كلم عن مدينة جيجل. يعتبر المنار اكبر، و اقدم منارة في الساحل الجزائري. تم بناء هذه المنارة سنة 1867م من طرف الفرنسي “شارل سالفا” .

المنار يمكن مشاهدته من طرف السفن على بعد 45 كلم في البحر، المنارة تتميز بلون قبتها الأحمر الذي يعطيها جمالا لا مثيل له.

المنارة تحوم حولها عدة أساطير و حكايات مثل لالة عيشة، مقعد القبائل، و أسطورة صخرة السكة

حديقة الحيوانات :

هي كذلك من اجمل الأماكن السياحية في جيجل لقضاء وقت ممتع خصوصا مع العائلة و الأطفال. حيث تقع في كيسير ببلدية العوانة. هذه الحديقة فتحت أبوابها سنة 2006 م، و ما يميز الحديقة عن غيرها وجود حيوانات نادرة و محمية، حيث تتنوع ما بين طيور جارحة و حيوانات من مختلف القارات.

تحوي الحديقة معرضا للحيوانات و الطيور المحنطة، مثل الدببة و التماسيح و الأفاعي.

للعلم سعر الدخول إلى الحديقة هو 50 دينار للشخص الواحد.

الحضيرة الوطنية تازة :

تجلب الحضيرة الكثير من الزوار للترفيه و الاستمتاع بأجمل الأوقات. و ذلك لتميز و جمال غابات الحضيرة، و التي تتربع على مساحة 3.807 هكتار . تحوي الحضيرة عل عدد لا يحصى من الحيوانات و النباتات و هو ما يجعل من السائح يقضي اروع اللحظات بين أحضان الطبيعة الغناء و زرقة البحر.

البحيرات الطبيعية :

هناك ثلاث بحيرات في جيجل و هي

بحيرة بني بلعيد (دائرة العنصر): و تحتل حوالي 120 هكتار و يحتوي على اكثر من 23 نوع من الطيور. و هو معروفة العالمي.

بحيرة غدير بني حمزة (القنار دائرة الشقفة): و تبلغ مساحة حوالي 36 هكتار و بها ما لا يقل عن 32 نوع من الطيور.
بحيرة غدير المرج (الطاهير): تتميز هذه الأخيرة بجمالها الفريد و تتربع على مساحة 05 هكتار.

إقرأ المزيد عن:  كيفية طلب جواز السفر البيومتري الجزائري لأول مرة

تعتبر البحيرات من اهم المقاصد التي توفر الاستجمام و الراحة لكل زائر خصوصا في فصل الصيف.

منبع المشاكي :

يقع منبع المشاكي المعروف بعين المشاكي في أعالي بلدية سلمى بن زيادة، غير بعيد عن الطريق العام. حيث تبعد حوالي 62 كلم عن مدينة جيجل هي احد الألغاز الطبيعية التي تزخر بها هذه الولاية.

المنبع عبارة عن ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها، إذ أن الماء يتدفق بشكل عجيب من بين الصخور لمدة عشر دقائق ثم يتوقف عن التدفق لحوالي الأربعين دقيقة. و يعيد التدفق من جديد و ذلك على مدار اليوم و السنة. ما يشكل ساعة مائية طبيعية مذهلة تثير دهشة الزوار.

يزعم البعض أن المنبع فيه شفاء لعدة أمراض مستعصية بإذن الله.

سفينة بابا عروج :

عند الدخول إلى مدينة جيجل أول ما سوف يقابلك هو سفينة بابا عروج. هذا المعلم السياحي يبرز مدى ارتباط أهل جيجل بتاريخهم، حيث تذكر السفينة بالقائد العثماني بابا عروج الذي حرر جيجل من الإسبان.

المعلم عبارة عن نافورة تعلوها سفينة على طراز الأسطول البحري العثماني. الكثير من الزوار يلتقطون صورا للذكرى خصوصا في الليل حيث تكتظ المساحة المحيطة بالسفينة بالزوار و العائلات التي تبحث عن الاستكشاف و الاستمتاع بلطافة ليلي مدينة جيجل.

تمثال الصياد “الكوجادو” :

تمثال الصياد احد رموز مدينة جيجل، التمثال يتوسط ساحة الجمهورية، أمام مقر بلدية جيجل. التمثال يفرض نفسه على الزائرين للمدينة و يذكرهم بعراقتها و ارتباطها بالبحر منذ ألاف السنين.

صنع التمثال من معدن البرونز، و موضوع على قاعدة من الحجارة على ارتفاع أربعة أمتار. التمثال من نحت الإيطالي “غوغليالمي” سنة 1888 م، و قد جاءت هذه المنحوتة لتعبر عن مهنة الصيد و البحر و الحرية معا.

المعلم يعبر عن ثقافته الجيجيلين المرتبطة أساسا بالصيد و السفن و البحر.

هذه بعض المعالم و الأماكن السياحية في جيجل، حيث لا يمكن ذكر كل ما تحويه جيجل من جمال و روعة.