اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة

اضطراب الرحلات الجوية الطويلة Jet-Lag (الأعراض و العلاج)

lina shop

السفر عبارة عن مغامرة، يمني فيها المسافر نفسه بالحصول على ذكريات جميلة و أوقات لا تنسى. لكن بين هذه الأمنيات هناك ما يمكن أن ينغص ذلك، و هي أعراض إضطراب الرحلات الجوية الطويلة، المعروف بالتسمية الانجليزية (Jet-Lag)، احد المشاكل الصحية التي من الممكن أن تصيب المسافر بعد وصوله إلى وجهته. حيث أن أغراضه و مدته تختلف من شخص لأخر.

في هذا المقال، نحاول التحدث عن إضطراب الرحلات الجوية الطويلة بكل التفاصيل، من حيث الأعراض و العلاج و النصائح.

ما هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟

اضطراب الرحلات الجوية الطويلة (Jet-Lag)، هو أكثر من مجرد تعب بسيط ناتج عن الرحلات الطويلة بالطائرة. بل هو نتيجة لخلل في الساعة الداخلية للجسم، بعد التغيير المفاجئ في المنطقة الزمنية الجديدة التي يجد المسافر نفسه فيها. هذا الاضطراب، يحدث بتجاوز ثلاثة مناطق زمنية على الأقل، و التي تعادل مثلا رحلة سفر من الجزائر إلى دبي.

تأثير الفرق في التوقيت هو اكبر عند السفر شرقا، من الجزائر إلى اندونيسيا مثلا.

أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:

يعاني حوالي ثلاثة من كل أربعة مسافرين من أعراض مرتبطة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة، حيث تظهر بعد النزول من الطائرة مجموعة من المشاكل الصحية (الجسدية و العقلية)، غالبا هي كالتالي:

  • الأرق، و صعوبة التركيز؛
  • مشاكل الجهاز الهضمي؛
  • تقلب المزاج؛
  • التعب المستمر.

بالرغم من تعدد هذه المضايقات، غير أنها لا تعتبر مهددة للصحة، لكن الأكيد أنها تؤثر على تجربة السفر.

كم من الوقت يستمر اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟

تشير الدراسات إلى أن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، يمكن أن يستمر إلى عدة أيام، و ذلك حسب الفارق الزمني بين دولة الانطلاق و دولة الوصول. لكن لحسن الحظ، هناك طرق كثيرة تستخدم للتقليل من هذه التأثيرات و التكيف بسرعة اكبر.

كيفية التعافي من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟

السفر هو تجربة جديدة لاكتشاف معالم اخرى بعيدة في العالم. لذا يجب التمتع بكل ثانية من الرحلة. هناك بعض النصائح المفيدة قبل الرحلة و بعدها، و حتى عند العودة إلى الوطن، للتغلب على اضطراب الرحلات الطويلة الناتج عن اختلاف الحزم الزمنية.

كيفية منع آثار اضطراب الرحلات الجوية الطويلة قبل المغادرة:

يجب إعداد الجسم البشري قبل السفر إلى منطقة زمنية اخرى، و ذلك باتباع خطة ذكية حسب مقدرة كل مسافر:

أولا، النوم و الاستيقاظ قبل ساعة واحدة إلى وجهة السفر إلى الشرق. أما إذا العكس، أي وجهة السفر إلى الغرب، فيجب النوم بعد ساعة من الوقت المعتاد. هذه الطريقة، تساعد الساعة البيولوجية على التكيف تدريجيا مع الأوقات المحلية الجديدة.

تقليل الأعراض أثناء ركوب الطائرة:

تعد فترة تواجد الطائرة في السماء اهم مرحلة لتخفيف من أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. حيث يجب الحصول على اكبر قدر من النوم إذا كانت الرحلة ليلية. وللحصول على نوم هادئ على متن الطائرة، يجب استخدام وسادة للرقبة و أقنعة العين المظلمة. أما إذا كان الرحلة تتم في النهار، فيجب الحرص على عدم النوم كثيرا في الطائرة، و ذلك للحصول على نوم مريح عند الوصول في الليل.

من الأفضل خلال الرحلة، تجنب الكافيين و شرب الكثير من الماء، مع اختيار وجبة خفيفة. و كنصيحة اخرى لتعزيز التكيف بشكل افضل، هي تغيير توقيت الساعة حسب بلد الوجهة و ذلك بمجرد الجلوس على متن الطائرة.

تقليل الأعراض عند الوصول إلى الوجهة:

لسوء الحظ، ليس هناك حل سحري للتغلب فورا على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة بعد الوصول إلى الوجهة. و افضل حل هو المزامنة مع التوقيت المحلي لبلد الوصول، مثل احترام أوقات الأكل و النوم. الأمر يتطلب بعض الجهد في البداية. يمكن أن يكون ضوء النهار مفيدا جدا في التكيف الطبيعي مع فارق التوقيت.

بشكل عملي، يجب اتباع ما يلي:

  • السفر غربا: يحتاج إلى تأخير دورة النوم. حيث يجب تجنب القيلولة عند الوصول، التي يمكن أن تعطل دورة دورة الاستيقاظ و النوم الجديدة. حيث من الأفضل البدء في نشاط معتدل لإبقاء الجسم يقظا.
  • السفر شرقا: يحتاج إلى تحريك دورة النوم إلى الأمام. و ذلك يتم بتحفيز الجسم صباحا.

إذا كانت مدة الإقامة قصيرة، و لا تتعدى ثلاثة أيام، فمن الأفضل عدم إجبار الجسم على المزامنة مع التوقيت الجديد لوجهة السفر، هذا يعني تناول الوجبات و النوم حسب ما يطلبه الجسم، بدلا من النظر إلى الساعة.

علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة عند العودة:

بعد انتهاء الإقامة في بلد الوجهة، سوف يعيد التاريخ نفسه. حيث أن الساعة البيولوجية للمسافر قد تعودت بالفعل على التوقيت الجديد، بالتالي فالعودة إلى الوطن تتطلب تكييفها من جديد، حيث سوف تتعرض لهزة اخرى مشابهة للأولى عند الوصول إلى المنزل. لتجنب هذه الصدمة، من الأفضل حجز تذكرة العودة قبل يومين على الأقل من استئناف الأنشطة المعتادة مثل العمل و الدراسة. حيث يمكن استخدام الأساليب السابقة لمعالجة اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة في الخارج.

استخدام الأدوية لمعالجة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:

يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في حالة واحدة فقط، و هي الحالات القصوى. حيث يعتبر تناول أدوية مثل حبوب النوم سريعة المفعول غير مستحسن تماما. في الواقع الأمر ينطوي على كثير من الأخطار، منها :

  • خطر النعاس الشديد؛
  • خطر حدوث مشاكل في السلوك، إذا تم تحريض المسافر على الاستيقاظ (أي ليس بشكل تلقائي)، على سبيل المثال عند وصول الرحلة إلى وجهتها أو إذا كانت صعوبات جوية أثناء الرحلة؛
  • خطر الإصابة بالتهاب الوريد المرتبط بعدم حركة الساقين لفترات طويلة في وضعية الجلوس.

خلاصة:

يمكن أن يكون إضطراب الرحلات الجوية الطويلة الناتج عن الفارق الزمني بين المناطق مزعجاً عند السفر دولياً، ولكن باتباع هذه النصائح المذكورة و الاعتناء بنفس، يمكن تقليل آثاره على الصحة و تسهيل التكيف مع البيئة الزمنية الجديدة، للاستمتاع بكل دقيقة من رحلة السفر.

lina shop

قد يهمك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *