اشهر قصور حي القصبة العريق في الجزائر
تضم الجزائر العاصمة و بالتحديد في حي القصبة العتيق الكثير من القصور العتيقة الرائعة، التي تظهر مدى روعة الهندسة المعمارية. حيث تختلط فيها العديد من أنماط البناء، منها الأندلسي و العثماني و الفارسي و حتى الأوروبي.
في هذا المقال، نذكر اهم و اشهر هذه القصور، و التي يمكن للسياح زيارتها و التمتع بجمال هندستها، إضافة إلى اكتشاف تاريخها الطويل.
1. دار السلطان:
دار السلطان هي اهم القصور في حي القصبة، حيث تقع على مستوى باب جديد، في المنطقة العليا من القصبة. تم بناؤها بأمر من عروج بربروس، ثم تمت توسعتها في عهد مصطفى باشا.
دار السلطان في الأصل كانت قلعة و حصنا للجيش الانكشاري، الى غاية 1817م، حيث قرر الداي “على خوجة” تحويلها إلى مقر لإقامته. بعد وصول حسين داي على الحكم، تمت إعادة ترتيب القلعة وفقا لدورها الجديد كمقر لإدارة شؤون البلاد.
لقد كانت دار السلطان تضم عدة مرافق، منها مسجدين و قصرين و عددا من بطاريات المدفعية لحماية القلعة، حيث تخضع في الوقت الحالي لعدة أعمال ترميم كبيرة.
بعد احتلال الاستعمار الفرنسي للجزائر في سنة 1830م، تم تحويل الدار إلى ثكنة عسكرية لصالح الجنود و الضباط الفرنسيين، و ذلك إلى غاية 1840م، حيث تم تحويل جزء منها إلى مستشفى عسكري. و سنة 1930 تم تحويلها إلى متحف عسكري خاص بالجيش الفرنسي في الجزائر.
ترتبط دار السلطان بحادثة المروحة المشهورة، و التي كانت حجة في احتلال الجزائر سنة 1830م، لتفاصيل اكثر، يمكن الاطلاع على هذا المقال.

2. دار خداوج العمياء:
تقع دار الخداوج العمياء في قلب حي القصبة، و بالضبط في حي سوق الجمعة، على طول شارع محمد مالك، تم بناؤها في عام 1570م من قبل “يحيى رايس” الذي كان يشغل منصب ضابط في الأسطول البحري الجزائري. و تعتبر دار خداوج من اهم التحف المعمارية الرائعة لمدينة القصبة العتيقة.
قصر يحمل تسمية ملكة القصر “خداوج”، التي يروى أنها كانت تملك جمالا لا مثيل له، و فقدت البصر من كثرة النظر إلى مرأتها إعجابا بنفسها.
في سنة 1987م، تم تحويل القصر إلى متحف للفنون الشعبية و التقليدية، حيث تعرض فيه للجمهور تحف استثنائية، تعبر عن التراث الثقافي لمختلف مناطق الجزائر.

3. دار مصطفى باشا:
من اهم المعالم السياحية التي يقصدها زوار الجزائر العاصمة، حيث يقع في القصبة السفلى، في حي سوق الجمعة، على الحدود مع شارع الإخوان مشري. دار مصطفى باشا عبارة ثروة معمارية استثنائية. و قد تم بناءه في عام 1798م، بأمر من الداي مصطفى باشا.
تم استغلال دار مصطفى باشا كإقامة للجنرال الفرنسي “تروبرانت” بعد احتلال فرنسا للجزائر. في سنة 1863 تم تحويل القصر إلى مكتبة وطنية، حتى عام 1948م. بعد الاستقلال تم تحويل القصر إلى متحف للمنمنمات و الزخرفة و الخط العربي.
يتميز قصر مصطفى باشا بتصميمه الجميل، حيث يجمع بين الطراز العثماني والأندلسي، ويتكون من عدة أجنحة وقاعات كبيرة وحدائق واسعة.
4. دار عزيزة:
تقع دار غزيزة هي الأخرى في القصبة السفلى، و بالضبط في حي سوق الجمعة، بالقرب من مسجد كتشاوة. دار عزيزة هي ارث تاريخي يعود بناؤها إلى العهد العثماني في الجزائر سنة 1797م، و ذلك بأمر من داي حسين من اجل إهداءه إلى ابنته “عزيزة” بعد زواجها من باي قسنطينة.
القصر هو تحفة معمارية تأخذ الزائر في سفر ممتع عبر تاريخ، حيث أن اسم القصر مرتبط بصاحبته (عزيزة)، التي يقال أنها عاشت فيه، و بقي اسمها بعد رحيلها إلى يومنا هذا.
لقد كانت دار عزيزة خلال فترة الاستعمار الفرنسي مستغلة من أساقفة الجزائر كإقامة لهم، و ذلك لقربها من مسجد كتشاوة الذي تم تحويله إلى كنيسة خلال تلك الفترة.
بعد الاستقلال تم استغلال الدار كمقر لوزارة السياحة و المتاحف، ثم في عام 1981م مقرا لمجلة الثقافة، و أخيرا هو مستغل من طرف الديوان الوطني لتسير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
5. دار حسن باشا:
يقع دار حسن باشا “القصر الشتوي” في القصبة السفلى، مقابل دار عزيزة، في حي سوق الجمعة، على مقربة من مسجد كتشاوة، على حدود ساحة الشيخ بن باديس. تم بناء هذا القصر في عام 1791م بأمر من داي الجزائر “حسن حسين الخز ناجي”.
لقد استغل قصر حسن باشا من طرف الحكام الفرنسيين في الجزائر منذ 1830م، و قد اصبح يعرف بقصر الشتاء، كما عرف أيضا بقصر بروس.
6. قصر الرياس:
قصر الرياس أو حصن 23 من اهم معالم التاريخية للعاصمة الجزائرية. هو احد الشواهد على امتداد مدينة القصبة العتيقة إلى غاية البحر، قبل تدميرها من طرف الاحتلال الفرنسي في سنة 1830م.
القصر يحكي عن اجمل فترات الأسطول البحري الجزائري، خلال الحكم العثماني. الذي كانت فيه الجزائر تسيطر على حوض البحر الأبيض المتوسط.
تم بناء القصر حوالي 1576م على يد الداي “رمضان باشا”. حيث الهدف منه تعزيز الدفاعات البحيرية لمدينة الجزائر ضد الغزاة الذي يتربصون بها. طبيعة بناء القصر تكشف عن دوره الدفاعي، حيث كان سقفه يتسع لعدد كبير من المدافع الموجهة نحو البحر.
لقد استخدم القصر كإقامة رسمية لكثير من رياس البحر في الجزائر. و قد كان الرايس “مامي أناؤوط”، من أشهر رياس البحر ، الذي أقام في الحصن خلال القرن 16.
حاليا القصر مفتوح للزوار لاكتشاف تاريخيه و جمال هندسته المعمارية، التي تشبه كثيرا ما هو موجود في قصري مصطفى باشا و خدواج العمياء.
لتفاصيل اكثر، يمكن الاطلاع على هذا المقال.
خلاصة:
هناك الكثير من المعالم السياحية و التاريخية في العاصمة الجزائر، و قصور حي القصبة العتيق ما هي إلا جزء بسيط منها. لذا على الزائر، عدم تضيع فرصة زيارة الجزائر و اكتشاف كنوزها و معالمها الرائعة.