أسطورة لالَة خْدِيجَة، التي حيرت العالم
أسطورة لالة خديجة، هذه المرأة التي أطلق اسمها على إحدى قمم سلسلة جبال جرجرة المشهورة بالجولات السياحية في الجزائر. و التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 2300 متر فوق مستوى سطح البحر . محاطة بالأساطير التي تنتقل من جيل إلى جيل.
أساطير كثيرة متنقلة من جيل إلى جيل، تحوم حول شخصيتها والقدرات والكرامات، التي وهبها إياها الله بسبب زهدها في الحياة وابتعادها عن الناس وتفضيلها الاشتغال بالعبادة في مكان شاهق من الجبل.
من هي لالة خديجة؟
تقول الأسطورة أن لالة خديجة كانت تنتمي لقرية “ابلبرين” في منطقة الصهاريج حاليا، و التابعة لولاية تيزي وزو في شرق الجزائر. حيث تبعد عنها حوالي 60 كيلومترا، الأسطورة تقول أيضا أن لالة خديجة كانت تملك قوى خارقة للطبيعة.
من غير المعلوم إلى يومنا هذا، الفترة التي عاشت فيها لالة خديجة، و إلى أي عائلة كانت تنتمي.
لماذا تعتبر لالة خديجة أسطورة محيرة؟
يقال أن لالة خديجة كانت في صغرها راعية للأغنام. و كانت تتحول إلى ابن أوى لحمية قطيعها. تقول الرويات أيضا، أنها كانت قادرة و تحريك الأشياء، و القيام بالأعمال كالطحن و النسج و الطبخ، ذلك كل بساطة عن طريق أغلاق عينيها و التركيز على ما تريد فعله.
ذات يوم خلال السوق الأسبوعي للمنطقة، تتبعها احد القرويين الفضوليين بهدوء خديجة إلى المراعي. حيث كان المشهد الذي رأه القروي كان مذهلاً. فقد طارت الراعية الصغيرة إلى قمة “تمجوت” الذي سمي باسمها فيما بعد، و الذي يزيد ارتفاعه عن 2300 متر ، وذلك بعد أن عهدت بقطيعها إلى حيوان ابن آوى.
عاد القروي إلى القرية و روى للناس تفاصيل ما رآه. في اليوم الموالي، وللتحقق من قصته ، قرر بعض القرويين متابعة الفتاة الصغيرة، و تأكدوا أن المعجزة التي رواها القروي هي صحيحة.
يقال أيضا، أن لالة خديجة وضعت شرط توفر قوى خارقة لمن يريد التقدم للزواج بها. حيث جاءها ذات يوم رجل يطلب يدها، و أخبرته بشرطها، فذهب إلى الرجل إلى الغابة و أتى بوحش محمل بالحطب مربوط بالثعابين بدل الحبال. الرجل الرجل حصل فيما بعد على لقب “رجل حزم الأفاعي” (فو لحمل إيزرمان).
عندما تزوجا، أقسما الزوجان: على تحويل منزلهما إلى ضريح بعد وفاة احدهما. و بالفعل اصبح المنزل و قمة الجبل مكانًا للعبادة و الحج بعد وفاة خديجة.
أسطورة اخرى عن لالة خديجة:
هناك قصة اخرى عن الراعية الصغيرة، التي دعت الله أن يبعدها و يخلصها من المضايقات المستمرة لأفراد احدى العائلات، التي كانت تستبيح ثمار أشجار حديقتها. و ذات يوم، غلف ضباب كثيف القرية إلى درجة اغراقها في الظلام. ما جعل أهل عائلة “ايت لحسن” يغادرون المكان خوفا على انفسهم، و يستقروا في الجانب الأخر من الجبل في قرية لا تزال موجودة إلى غاية اليوم.
محبة الناس للالة خديجة:
حسب الروايات، فقد كانت لالة خْدِيجَة امرأة مثالية، عملت على التوفيق بين القبائل و القرى المتنازعة. حيث كان يقصدها سكان المنطقة لحل خلافاتهم و التبرك بها.
يقال أيضا، أنها حاربت الاستعمار الفرنسي. لكن ذلك غير أكيد، حيث أن الفترة التي عاشت فيها تبقى إلى يومنا هذا مجهولة، و غير معروفة بالتحديد.
خلاصة:
مع اختلاف و تناقض الروايات الشعبية المتداولة، سوف تبقى لالة خديجة ، الأسطورة الغامضة التي احبها الناس، حيث لا يزال ضريحها مقصدا للسياح و الفضوليين، خصوصا، خلال شهري جويلية و أوت من كل سنة. حيث يقضي بعض الزوار ليلتهم هناك ، وفي صباح اليوم الموالي يقومون بذبح الأغنام و توزيعها على سكان المنطقة.