استكشاف حظيرة المداد في ثنية الحد بولاية تسمسيلت
تعتبر حظيرة المداد في ثنية الحد واحدة من أكثر المواقع السياحية شهرةً في ولاية تسمسيلت الجزائرية. حيث تجلب العديد من الزوار المحبين للطبيعة، والباحثين عن الاسترخاء و الهدوء و السير في المسارات الغابية.
حظيرة المداد في ثنية الحد:
هي عبارة عن محمية طبيعية وطنية، تقع في منطقة ثنية الحد التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن مركز مدينة تسمسيلت، و ذلك من ارتفاع 400 إلى 1787 مترا. حيث تغطي مساحة واسعة قدرها 3425 هكتار. تحد المحمية الوطنية من الشمال ولاية الشلف وعين الدفلى ومن الشرق المدية ومن الغرب ولاية غليزان ومن الجنوب الجلفة وتيارت. الحظيرة تم أنشاؤها سنة 1983 ميلادي، لحماية الحياة البرية و الطبيعية فيها.
تحتوي حديقة المداد في ثنية الحد على 90 نوعًا محميًا بما في ذلك 13 نوعًا من الثدييات و 07 من الزواحف و 31 حشرة و 38 نوعًا من الطيور تعيش هناك في وئام مع الطبيعة. أما ما يميز الحظيرة هو غابة الأزر الأطلسي الوحيدة في الجزائر، إلى جانب أشجار البلوط و التوت البري.
تضاريس محمية المداد:
تعتبر “راس البراريت” أعلى قمة في الحظيرة، حيث تبلغ 1786مترا. أما أخفض منطقة في الحظيرة فتقع على ارتفاع 862 مترا، أما فيما يخص الارتفاع المتوسط فهو يقدر ب 1550مترا.
يمكن للزائر أو المكتشف أن يميز ثلاث عناصر رئيسية للسطح أو التربة :
- التربة الحديثة، التي تكونت من صخور المنحدرات المتساقطة حديثا.
- التربة المعدنية الخاصة، وهي تربة رمادية مليئة بالحديد لكنها خالية من المواد العضوية.
- التربة المصقولة، وهي غنية بالمواد العضوية والأزوتية.
أوقات المناسبة لزيارة حظيرة المداد:
تتميز المنطقة بتساقطات كثيفة للثلوج خلال فصل الشتاء، و حتى بداية الربيع و ذلك على القمم المواجهة للشمال. حيث أن انخفاض الحرارة يجعل من غير الممكن زيارة الحظيرة و الاستماع بجمال المكان، إلا على الأشخاص الذين يملكون المعدات اللازمة لمثل هذه الظروف.
أما الوقت الأكثر ملاءمة لزيارة الحظيرة فهو الفترة الممتدة من نهاية شهر فيفري إلى بداية شهر أكتوبر، حيث يكون الجو مناسبا للمشي في المسارات السياحية الغابية و التمتع بالاخضرار المتجدد بعد فترة الشتاء.
ما هي النشاطات التي يمكن القيام بها في حظيرة المداد؟
هناك الكثير ما يمكن يشاهده الزائر إلى حظيرة واو غابة المداد في ثنية الحد، حيث يجد نفسه وسط فضاء واسع من الاخضرار في كل الجهات، لكن ما يجلب الأنظار هو أشجار الأرز الأطلسي التي يمكن أن يقدر عمرها بالقرون.
زيارة غابة المداد لتكتمل إلا بمشاهدة اشهر زوجين من أشجار الأرز الأطلسي و التي يطلق عليهما تسمية “السلطان” و السلطان”، هاتين الشجرتين تقعان بالقرب من منزل خشبي قديم (قصر صغير) تم بناؤه في سنة 1887 من طرف السيد “جوردان” ، المندوب المالي لثنية الحد خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، و الذي بقي يتردد عليه طيلة 36 سنة.
حظيرة المداد تحتوي على عدة ينابيع مائية، ذات خصائص شافية لعدة أمراض هضمية. اهم هذه الينابيع :
- عين حرحار،
- عين تيرسوت ،
- عين ويرتان ،
- عين جيج الماء،
- عين سيدي عبدون .
إضافة لهذا يمكن للزائر أن يصادف الكثير من الحيوانات مثل الزواحف و الأفاعي غير سامة و السلاحف، إلى جانب الحشرات الغريبة التي لا يمكن مشاهدتها إلا في غابة المداد.
هناك الكثير من الزوار من يقصد الحظيرة لممارسة الرياضة في الهواء الطلق النقي.
في الأخير، يمكن القول أن حظيرة المداد و غابتها في الحد الوطنية هي المكان المثالي للمشي لمسافات طويلة أثناء الاستمتاع بالطبيعة الغناء و الهواء النقي، وغابات الأرز الجميلة والمناظر الطبيعية الجبلية.








