اجمل المعالم السياحية في قسنطينة

اجمل المعالم السياحية في مدينة قسنطينة

قسنطينة من اجمل و اعرق المدن في الجزائر، هي واحدة من أبرز الوجهات السياحية المشهورة. تحتضن هذه المدينة الجذابة تاريخًا عريقًا وثقافة غنية، بالإضافة إلى مناظر طبيعية ساحرة تستحق الاستكشاف. سواء كنت مسافرًا مغامرًا يحب استكشاف الطبيعة الجبلية أو مهتمًا بالتاريخ والثقافة، فإن قسنطينة تقدم مجموعة متنوعة من المعالم السياحية التي ستلبي كل اهتماماتك.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة سياحية لاكتشاف أجمل المعالم و المناطق السياحية في قسنطينة. ستتعرف على تاريخها العريق من خلال معالمها و اثرها و السير في شوارعها العتيقة.

موقع مدينة قسنطينة :

تقع قسنطينة شمال الجزائر في الجهة الشرقية، حيث تعتبر بمثابة عاصمة للشرق الجزائري. تبعد بنحو 440 كيلومتر عن عاصمة البلاد، بينما لا تبعد سوى 245 كلم عن الحدود الشرقية التونسية. قد تم بناؤها المدينة فوق صخر صلب لتوفير الحماية لها من الغزاة في العصور السابقة، هذا الصخر يخترقه واد سحيق يعرف باسم “وادي الرمال”.

تتميز مدينة قسنطينة بمناخها القاري البارد شتاءا، و المعتدل الى حار صيفا. كما تتميز أيضا بتساقط الثلوج عليها في موسم البرد ما يعطيها حلة بيضاء جميلة.

تاريخ قسنطينة:

“سيرتا” وهو الاسم الأول الذي عرفت به قسنطينة قديما، و ذلك عندما اتخذها “يوغرطة النومندي” عاصمة لمملكته الجديدة قبل 2500 سنة. وفي وقت لاحق دخلت المدينة تحت سلطة الرومان ثم سلطة البيزنطيين حتى تمردت سنة 311 للميلاد على السلطة المركزية فاجتاحتها القوات الرومانية من جديد وأمر الإمبراطور “ماكسينوس” بتدميرها.

في زمن الإمبراطور “قسطنطين” تم إعادة بناءها، و دلك عام 313 للميلاد، حيث لخذت المدينة اسمه وصارت تسمى القسطنطينية أو قسنطينة، وفي عام 429 غزاها الوندال ثم استرجعها البيزنطيون.

مع دخول المسلمين إلى شمال افريقيا منتصف القرن السابع للميلاد شاع في المدينة نوع من الاستقلال وظل أهلها يتولون شؤونهم بأنفسهم حتى القرن التاسع .. ومنذ القرن الثالث عشر انتقلت المدينة إلى حوزة الدولة الحفصية في تونس، وبقيت في يدها حتى دخول الأتراك العثمانيين ..

ومع وصول الفرنسيين الى الجزائر تمكنت الحملة الفرنسية عام 1837 من اقتحام المدينة، بعد مقاومة شرسة من الأهالي انتهت بمقتل الكثير من السكان واستقرار المستعمر في المدينة حتى استقلال الجزائر عام 1962.

اجمل المعالم السياحية في مدينة قسنطينة :

فيما يلي البعض من اجمل المعالم و الأماكن السياحية التي من الأكيد انها سوف تجذبك لزيارة قسنطينة :

1.الجسور المعلقة :

حماية للمدينة، أقيمت قسنطينة في منطقة وعرة من حيث التضاريس، و ما زاد من ذلك، وادي الرمال الذي يشق أجزاءً كبيرة منها، لذلك أقيمت فيها ثمانية جسور تربط شرقها بغربها، هي احدى اجمل المعالم السياحية في المدينة، و تعتبر رمزا على عراقة و تاريخ سيرتا العتيقة:

  • جسر باب القنطرة: وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة 1863.
  • جسر سيدي راشد: ويحمله 27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912،
  • جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة.
  • جسر صلاح سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة.
  • جسر مجازن الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الاتجاه.
  • جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود.
  • جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928.
اجمل معالم قسنطينة الجسور المعلقة
Habib kaki, CC0, via Wikimedia Commons


يمكن التنقل على هذه الجسور بالسيارة أو على الأقدام، الا جسر ملاح سليمان المخصص للراجلين فقط، حيث لا يتجاوز عرضه مترين ونصف. تتيح لك هذه الجسور مشاهدة مناظر جد رائعة كما عليه الحال بجسر الشلالات، ويعد جسر سيدي مسيد أعلى جسور هذه المدينة، بُني عام 1912، ويمكّن الزائر من رؤية مناظر بانوراميه خلابة للمدينة.

2. مساجد مدينة قسنطينة :

تزخر المدينة بعدة مساجد بديعة، أشهرها مسجد الأمير عبد القادر الذي يعدّ أحد أجمل المساجد في العالم، وهو ثالث أكبر مسجد في الجزائر حاليا إذ يتسع لـ15 ألف مصلٍ، بني عام 1969. وهناك المسجد الكبير، الذي شُيد في عهد الدولة الصنهاجية الحمادية خلال القرن الـ12 ميلادي، وهو أقدم مسجد في المدينة، كما يوجد جامع سيدي الأخضر الذي بناه الباي حسن بن الحسين عام 1743 ميلادي.

3. نصب الأموات في أعالي قسنطينة:

نصب الأموات، هو نصب تذكاري شيدته فرنسا سنة 1934 م، تخليدا لضحاياها خلال الحرب العالمية الأولى. يرتفع فوف النصب تمثال، يبدو كطائر خرافي يتأهب للتحليق، ومن خصوصيات هذا النصب أنه يقع تماماً في منتصف المسافة بين الجزائر العاصمة وتونس، ويوجد قبالته تمثال جميل” مريم العذراء” والمسمى “سيدة السلام”.

المكان جميل جدا عن نصب الأموات ، حيث من خلال سطحه يستطيع الزائر أن يمتع ناظريه ببانوراما عجيبة و رائعة لمدينة قسنطينة.

اجمل معالم السياحية في قسنطينة نصب الأموات
Habib kaki, CC0, via Wikimedia Commons

4. قصر الباي احمد:

التحفة المعمارية الأخاذة بالمدينة، هو قصر آخر بايات قسنطينة في العهد العثماني قبل سقوطها في يد الفرنسيين عام 1838، إنه “أحمد باي”، والذي تحتفظ ذاكرة المدينة بذكراه الى غاية اليوم، إنها قصة حب و اعتراف بين المدينة وبين الباي، حيث ان قصره الجميل خلدها، و الذي يعد اليوم من اجمل معالم قسنطينة و أهمها جلبا للزوار و السياح من كل انحاء العالم.

تم الانتهاء من بناء القصر عام 1835، ليكون تحفة شاهدة عن نمط العيش إبان العهد العثماني، استقر فيه الباي أحمد سنتين قبل أن يسقط القصر والمدينة كلها وتصبح تحت حكم الفرنسيين. يتميز القصر بفنائه الداخلي الواسع، وشرفاته المطلة على حدائق تزين الفضاء الداخلي للقصر، وأبوابه ونوافذه التي يغلب عليها اللون الأخضر والأحمر والأصفر.

اجمل معالم قسنطينة قصر الباي احمد
Yelles, CC BY-SA 3.0 https://creativecommons.org/licenses/by-sa/3.0, via Wikimedia Commons

5. ضريح ماسينيسا :

وهو برج مربع بني قبل الميلاد ونُسب إلى حاكم إغريقي يحمل الاسم ذاته، وكذلك الأقواس الرومانية التي تعود إلى الحضارة الرومانية.

ما هي النشاطات التي يمكن ممارستها في قسنطينة ؟

إضافة الى زيارة المعالم التاريخي و السياحية مثل الجسور و القصور، يمكن للزائر أيضا الابتعاد عن ضجيج المدينة و اخذ قسط من الراحة بالتوجه الى الحمامات القديمة، التي مازالت تحافظ على هندستها المعمارية العثمانية مثل حمام “دقوج”، الذي يحافظ على اصالته.

اما من يريد الطبيعة الجميلة، و استنشاق الهواء العليل، ما عليه الى زيارة البساتين و الحدائق.

تتميز قسنطينة بمطبخها و مطاعمها الكثيرة التي تقدم وجبات تقليدية اصيلة، و اطباق تختص بها مدينة الصخر العتيق مثل الشخشوخة و الكسكسي القسنطيني. الى جانب صناعة حلوى “الجوزية” التي تفخر بها عائلات المدينة.

إضافة الى هذا تتميز قسنطينة بمنتجاتها الحرفية التقليدية خصوصا النحاسية منها، حيث يمكن اقتناؤها من القصبة القديمة لقسنطينة.

“قسمطينة” كما يسميها أهلها، ليست مدينة الجسور فقط، إنها مدينة الفن والعلم والتاريخ، مدينة التعايش، وممر حضاري منذ القدم، إنها كتاب من ألف صفحة توالى على تدوينه النوميديون والرومان واليهود والأتراك والعرب والفرنسيون، إنها مدينة بألف وجه. و افضل من معالمها السياحية والاثرية هي الروح التي تسكنها، و يحس بوجودها كل زائر. حيث تبقى ذكرى زيارته ساكنة في قلبه و عقله.

قد يهمك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *