جولة في اجمل الأماكن لمدينة دلس الساحلية شرق الجزائر
مدينة دلس من اجمل المدن الجزائرية الواقعة على ساحل الأبيض المتوسط. حيث تتميز بعمرانها الرائع المنقسم بين الحديث و القديم. إضافة إلى جمال ساحلها. ما جعلها قبلة مفضلة للسياح القادمين من كل الأنحاء، خاصة المناطق القريبة.
في المقال، نحاول تسليط الضوء على هذه المدينة الرائعة بمبانيها و احيائها و سكانها الطيبين.
مدينة دلس:
دلس هي من الأماكن الجميلة التي يمكن زيارتها و الاستمتاع بجمالها الطبيعي. و يعتقد أن اصل تسميتها مستمد من الكلمة الامازيغية “أذلس” نسبة إلى نبات جبلي كثيف كان يستعمل من طرف السكان المحليين القدامى في تغطية اسقف بيوتهم. و ذلك، قبل ظهور القرميد المعروف حاليا.
أما عن تاريخ المدينة، فقد بنيت من طرف القرطاجين، في القرن الثاني قبل الميلاد. و مرت عليها عدة حضارات مثل الفنيقيين و الرومانيين ثم العثمانيين الذين أعادوا بناء المدينة على انقاذ المدينة الرومانية، حيث تركوا بصمتهم فيها. و لا تزال قصبة دلس العتيقة شاهدة على حضارتهم.
حاليا المدينة تنقسم إلى قسمين: القصبة (المدينة القديمة) المتميزة بأزقتها الضيقة و البيوت البيضاء، و المدينة الأوربية المبنية من طرف الفرنسيين بعد احتلالهم للمدينة.
موقع مدينة دلس:
تبعد مدينة دلس عن العاصمة الجزائر حوالي 100 كيلومترا، و تبعد حوالي 80 كيلومترا عن مدينة بومرداس. تشترك في حدودها مع بجاية و تيزي وزو والعاصمة.
تتميز الطريق إلى دلس بالوعورة، حيث تتطلب حوالي الساعتين انطلاقا من مدينة بومرداس عاصمة الولاية. غير أن هذا الطريق الساحلي يتميز بجمال أخاذ ينسي الزائر عناء السفر إلى مدينة دلس الرائعة.
لاختصار الوقت و الجهد، هناك الكثير من الوكالات السياحية، التي تنضم جولات مع مرشد سياحي. الذي يقوم على تقديم قصة و تاريخ كل معلم يتم زيارته، ما يجعل اكتشاف مدينة دلس و قصبتها القديمة أمرا ممتعا للغاية.
ملاحظة: يمكن البحث في شبكات التواصل الاجتماعي للعثور على افضل الجولات المنظمة إلى دلس.
أسعار الرحلات المنظمة إلى دلس:
تتراوح أسعار الرحلات السياحية المنظمة انطلاقا من العاصمة، بين 1500 إلى 2000 دينار جزائري. و نصف السعر بالنسبة للأطفال.
ما هي الأماكن الرائعة في مدينة دلس؟
تضم دلس العديد من الأماكن السياحية الرائعة التي يمكن الاستمتاع فيها بأجمل الأوقات، نذكر البعض منها:
قصبة دلس:
تعتبر قصبة دلس الأقدم في الجزائر، أي أنها بنيت قبل القصبة العتيقة في العاصمة الجزائر. حيث بنيت عام 1068 ميلادي على يد الحاكم الأندلسي معز الدولة بن صمادح، و ذلك بعد اكتساح المرابطين للأندلس. الزائر اليوم للقصبة، ينبهر بجمال عمرانها و بيوتها و أزقتها الضيقة، و أبوابها الرائعة، التي تحكي عن مدى عراقة الحضارات التي عاشتها على ارضها.
يمكن الدخول إلى قصبة دلس عن طريق أربعة أبواب رئيسية هي: “باب الجهاد”، “باب القبائل”، “باب البساتين و “باب البحر”، كما أن المدينة محاطة “جدار الصد” و هو عبارة عن سياج يفصل المدينة عن واجهة البحر المقابل لها.
لا تحتوي قصبة دلس على قصور كما الحال في قصبة الجزائر العاصمة. حيث تتميز بيوتها بالبساطة، كون أن سكانها كانوا من عامة الشعب البسيط.
ميناء دلس القديم:
يتميز ميناء دلس بمدخله الجميل بين الأشجار الخضراء و الطبيعة الساحرة. حيث كان قديما قاعدة لتمركز الأسطول البحري للأخوة بارباروس (عروج و خير الدين)، و نقطة انطلاق لتحرير المناطق الساحلية الجزائرية من الإسبان. إضافة إلى ذلك يتميز ميناء دلس الآن، بنشاطه و حركتيه الدائمة لسفن الصيد، التي تعتبر من اهم النشاطات الاقتصادية لسكان مدينة دلس.

منارة دلس (بنقيت):
تقع المنارة في مكان جميل و هادئ، على الجبل المقابل للميناء. مطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ويضم المنارة مبنى مستطيل الشكل، حيث يبلغ ارتفاعه 25 مترا. يوجد في اعلى البرج قبة تحتوي على أجهزة للإنارة، التي يمكن مشاهدتها على بعد كيلومترات من طرف السفن و الصيادين.
قلعة سيدي سوسان:
هي قلعة معزولة بأعالي جبال دلس حيث تطل على المدينة بأكملها والطريق إليها صعب قليلاً، لكن الاطلالة الرائعة تستحق كل الجهد المبذول للوصول إليها. القلعة تعود إلى العهد الروماني، و لم يتبقى منها سوى بعض الأسوار القديمة كشاهد على تاريخ مدينة دلس العريق.

شواطئ دلس:
من اهم الأماكن التي تستقطب الزوار إلى دلس هي شواطئها الخلابة، المعروفة بجمالها و صفاء مياهها. مثل شاطئ ليصالين المشهور، و الذي ينقسم إلى عدة شواطئ صغيرة. إضافة إلى شواطئ اخرى مثل شاطئ الزاوية و سيدي المجني، و التي تعتبر الأجمل على الإطلاق على سواحل الوسط الجزائري.
هذه الشواطئ هي قبلة للمصطافين من كل مناطق القريبة من دلس، حيث تكتظ خلال موسم الاصطياف.
خلاصة:
الزائر لمدينة دلس العريقة، ينبهر بتراثها و الحضارات التي مرت عبر تاريخها. دلس هي لوحة فنية تتمازج فيها الطبيعة الساحرة و الحضارات الغابرة. و لا يمكن وصفها إلا بلؤلؤة لا نظير لها على سواحل البحر الأبيض المتوسط.