اجمل الأماكن السياحية في بسكرة، عروس الزيبان
بسكرة من اجمل المدن الصحراوية في جنوب الجزائر، تتميز بكثير من الأماكن و المواقع السياحية. ما جعلها تلقب بعروس الزيبان. تملك بسكرة تاريخا طويلا، توالت فيه العديد الحضارات العظمى، بداية من النوميدية ثم البيزنطية وصولا إلى الحكم الإسلامي.
بسكرة‘ هي ارض يمتزج فيها عبق التاريخ و حداثة الحاضر، وسط مشهد طبيعي رائع تطغى عليه أشجار النخيل الباسقة.
موقع بسكرة:
يعتبر الكثير من الجزائريين مدينة بسكرة بوابة للصحراء الكبرى، حيث تقع على تخومها في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر. تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 363 كيلومترا. تشترك في حدودها مع كثير من الولايات، حيث يحدها من الشمال ولاية باتنة ، من الشمال الغربي ولاية المسيلة ، من الشمال الشرقي ولاية خنشلة، من الجنوب الغربي ولاية أولاد جلال، أما من الجهة الجنوبية فولاية الوادي.
الأماكن السياحية في بسكرة:
تعد بسكرة منطقة سياحية بامتياز، حيث تتميز بعمارتها الهندسية الصحراوية الفريدة من نوعها، و التي تمنحها مظهرا استثنائيا و مبتكرا. إضافة إلى ذلك، تمتلك بسكرة الكثير من الأماكن و المعالم التي تستحق الزيارة و التمتع بجمالها، مثل الحمامات المعدنية و الأسواق التقليدية و المواقع الأثرية.
1.القنطرة:
القنطرة أو الجسر، من اهم و اشهر المعالم في بسكرة، حيث تعتبر حلقة وصل بين جهتين، الصحراء و التل. عرفت خلال العهد الروماني بكالكسيوس هركلوس، أي قدم هرقل الإغريقي، و الذي تقول الأسطورة انه فتح مدينة بسكرة بضربة من قدمه.و يبلغ ارتفاع القنطرة 06 أمتار على طول 18 مترا، أما عرضها فيصل إلى 08 أمتار. و قد بنيت فوق الفج الفاصل بين جبال القنطرة.
تجلب القنطرة الكثير من الزوار و السياح، الذين يتوقفون للالتقاط صور تذكارية رائعة، و التمتع بمشاهدة الطبيعة الجبلية الفريدة من نوعها.
بعد عبور جسر القنطرة الروماني، يمكن الوصول إلى قرية القنطرة الساحرة، عبر طريق الوادي الذين تميزه المنحدرات الحجرية المذهلة و بساتين النخيل، و قرى الأشباح الخالية.
2. وادي غوفي:
غوفي من اروع المناطق الموجودة منتصف الطريق الرابط بين بسكرة و باتنة. و هي عبارة عن وادي مذهل، يتقاطع فيه التاريخ القديم للمنطقة و المناظر الطبيعية الخلابة. ما جعل من المكان مزارا سياحيا، يقصده الكثير لمشاهدة البيوت المعلقة و المنحوتة على جانبي الوادي.
تعود تسمية “غوغي” إلى احد المعمرين الفرنسيين، و الذي أقام في سنة 1920م أول فندق سياحي في المنطقة لصالح الأوروبيين.
شرفات منطقة غوفي مصنفة ضمن التراث العالمي لليونيسكو، إلى جانب اعتبارها محمية وطنية، حيث تعود البيوت المنحوتة فيها إلى اكثر من 400 سنة على يد سكان الأمازيغ الذين عاشوا في المنطقة. و التي يظهر من خلاها تناغم الإنسان مع بيئته الطبيعية.
3. طولقة:
طولقة هي احدى المدن البسكرية البريرية القديمة، حيث تبعد عن عاصمة ولاية بسكرة ب 38 كيلومترا. يعود تاريخ تأسيسها إلى العهد القرطاجي، تم غزوها من طرف الرومان بعد بسط نفوذهم على شمال إفريقيا. حيث خلفوا الكثير من المعالم الأثرية فيها، خصوصا المعابد المسيحية. تحولت طولقة إلى الحكم الإسلامي بعد فتحها من طرف القائد عقبة بن نافع، و ذلك في القرن السابع ميلادي. حيث عرفت خلال تلك الفترة تطورا و ازدهارا كبيرا، و ضمت المنطقة ثلاثة مدن عربية و هي ليشانة، برج بن عزوز و طولقة. و التي كانت محاطة بأسوار طينية طوبية عالية، و حولها بساتين من النخيل و الزيتون.
4. حمام الصالحين في بسكرة:
يعتبر حمام الصالحين من اشهر الحمامات المعدنية في الجزائر، و يقع على الطريق المؤدي إلى مدينة باتنة. يوفر الحمام الكثير من الخدمات لزواره، حيث يمكنهم الاستمتاع بمياهه التي تصل حرارتها إلى 43 درجة مئوية. و يقال أن أول من شيد الحمام هم الرومان خلال حكمهم لمنطقة بسكرة، حيث كان مركز لاستراحة و العلاج من كثير من الأمراض.
تقدم المحطة الحموية الكثير من الخدمات، مثل التدليك المائي، والعلاج باستنشاق البخار، إضافةً إلى صالة الرياضية، تتوافر بالقرب من حمام الصالحين، محلات تجارية، و مطاعم تقدم وجبات شهية.
5. ضريح و مسجد سيدي خالد:
هو احد المعالم السياحية في بسكرة و بالضبط في المدينة “سيدي خالد” التي تحمل اسمه، و ذلك نسبة إلى “خالد بن سنان العبسي”، احد علماء و رموز بسكرة.
يحظى مسجد سيدي خالد، بالكثير من الزوار و السياحين، و ذلك لمكانته العظيمة في تدريس علوم الدين و الدنيا، ما جعل الجزائر تصنفه في سنة 1999 كتراث وطني. و رغم تعرضه لكثير من الدمار جراء السيول في سنة 1912م، لكنه لا يزال منارة علمية يفتخر بها سكان بسكرة.
6. الرسومات الصخرية:
تحتوي الكهوف المنتشرة على ضفاف واد التل الكثير من الرسومات الصخرية، التي تشبه كثيرا ما هو موجود في مدينة سيفار و الطاسيلي. و تم نحت هذه الرسوم خلال العصر الحجري، حيث تتحدث عن الحياة البرية و الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة، و منها النعام و المها العربي و أبقار الجاموس، إضافة إلى بعض الحيوانات المفترسة.
7. وحات و بساتين النخيل:
النخيل و تمر دقلة نور من اكثر الأشياء المميزة لبسكرة، حيث تنتشر على مساحات واسعة منها، خصوصا في منطقة طولقة، و التي تعتبر الموطن الأصلي لتمور دقلة نور الشهيرة عالميا. و تحوي بسكرة اكبر مزارع النخيل في العالم، و التي تغطي إلى الآف الهكتارات من الأراضي الصحراوية. بينما تعتبر تمورها افضل الهدايا التي يقبل الأجانب على اقتنائها.
8. منتزه أكوا بالم:
من أكثر الأماكن السياحية جلبا للزوار و السياح في بسكرة، خصوصا العائلات. حيث يعتبر متنزه “اكوا بالم”، أكبر حديقة مائية في الجزائر، متميزة عن باقي الحدائق بإطلالات الساحرة على أشجار النخيل و المساحات الخضراء، المتناسقة مع البحيرات و المسابح و الممرات المائية، و ذلك على مساحة 09 هكتارات.
يحتوي المتنزه ملاعب متنوعة و منزلقات مائية عملاقة، إضافة إلى ألعاب مخصصة للأطفال. الحديقة تحتوي أيضا على كثير من المحلات التجارية و مطعم و موقف كبير للسيارات، ما يجعل منها الوجهة المفضلة لكثير من الناس الباحثين عن الترفيه و الاستمتاع ببعض الوقت، خاصة أيام العطل.
9. حديقة لاندو بسكرة:
تحتل حديقة لاندو في بسكرة مكانة مهمة ضمن الحدائق الجزائرية، حيث تعتبر ثاني اكبر حديقة في البلاد، بعد حديقة الحامة في الجزائر العاصمة. و قد أسسها اللورد” لاندو دو لونغ” عام 1872م، أي أن عمرها يتجاوز ال 150 سنة.
تضم الحديقة الكثير من أنواع النباتات و الأشجار، و التي حرص السيد “لاندو” على جلبها من مختلف المناطق الأوروبية و الاستوائية، ما جعل منها جنة طبيعية من اجمل الأماكن السياحية في بسكرة.
تحوي الحديقة أيضا، على بحيرات رائعة لطيور البط، و جداول مياه تتخلل أشجار النخيل و الصنوبر و البلوط، مما يعطي للحديقة جوها الخاص، الذي يجلب الكثير من السياح و عائلاتهم.
خلاصة:
لا يمكن حصر الأماكن السياحية في بسكرة في بضعة سطور، حيث أنها تستحق الزيارة بامتياز لمشاهدة واحات النخيل و كثبان الرمال و الصحراء الواسعة و الهادئة، بسكرة هي مكان لنسيان الانشغالات اليومية وسط الهدوء و السكينة التي تميزها.