البقرة الباكية في الطاسيلي

أسطورة البقرة الباكية في الطاسيلي جنوب الجزائر

وسط الصحراء الجزائرية الكبرى، تنتصب صخور الطاسيلي منذ الآف السنين، تروي الكثير من الحكايات عن الإنسان الذي عاش فيها. حيث نجد عددا لا يحصى من الرسوم و المنحوتات الصخرية التي كانت تصف حياة الرجال في الصحراء بين الصيد و الرعي.

من بين اشهر هذا المنحوتات المخلدة لحياتهم هي البقرة الباكية التي تحولت إلى أسطورة و رمزا لمنطقة الطاسيلي.

رسومات الطاسيلي و البقرة الباكية:

يقدر الباحثون و المستكشفون للأثآر أن عمر الرسومات الصخرية و المنحوتات في الطاسيلي ناجر يعود إلى 7000 سنة. و التي تنتشر أيضا في كثير من المناطق الصحراوية الجزائرية، لاسيما في منطقتي الهقار و الطاسيلي في الجنوب الشرقي الجزائري، حيث نحت و رسم الإنسان الأول كيفية عيشه، و لخصها في رسوم أبدية لا تزال تبهر كل من يشاهدها.

تروي المنحوتات و الرسوم الصخرية كيف انتقل البشر إلى الزراعة و صنع الأدوات الصخرية، و كيف بدؤوا في الاستقرار و التحول من الصيد و الافتراس إلى تربية الحيوانات و الإنتاج الزراعي، حيث لا تكاد تخلو أي رسمة على صخور الطاسيلي من وجود الأبقار و المواشي التي كانت تمثل احد اهم أركان البقاء.

و اكثر النقوش شهرة في الطاسيلي ناجر هي منحوتة “تيغرغارت”، المعروفة أكثر باسم البقرة الباكية.

أسطورة البقرة الباكية:

تقع هذه الجدارية التي حيرت العالم على بعد 25 كيلومترا من جانت، على جدار شبه منبسط. حيث تتشكل من قطيع صغير من الماشية. و التي يعتبرها المتخصصون تحفة فنية فريدة من نوعها محفورة في الصخر أحادي اللون بدقة عالية، لتحكي معاناة و الحياة القاسية وسط الصحراء القاحلة.

يقدر العلماء عمر الجدارية للبقرة الباكية في الطاسيلي بما يزيد عن 7.000 سنة. لكن اهم ما يميز هذه الجدارية عن باقي المنحوتات و الرسومات هو الدمعة الموجودة في طرف عين البقرة، حيث تشبه الماسة المتلألئة و المتناسقة. و قد أثارت هذه الدمعة الكثير من الخلاف في الآراء و التفسيرات، حيث نسجت الكثير من القصص والأساطير حولها. إذ يقول البعض أن سبب الدمعة هو علمي، راجع إلى افتقار الأبقار للماء و ذلك لشح الأمطار، حيث أن الأبقار تفرز سائل من عينيها عند العطش الشديد. البعض الأخر يقول أن الدمعة ما هي إلا بقعة ملونة على وجه البقرة تتميز بها فصيلة معينة من الأبقار.

أما أصحاب الخيال الواسع فيعتقدون أن الأبقار كانت نذرف الدموع على ما آلت إليه حالة المنطقة من جفاف و قلة الأمطار، بعدما كانت مناطق خصبة، غنية بمنابع المياه و الأنهار.

أما التفسير الأكثر منطقية و الأقرب إلى التصديق، هو أن الإنسان الذي نحت هذه التحفة الفنية أراد أن يؤرخ لفترة الجفاف، الذي حولت مكان عيشه إلى صحراء قاحلة. حيث يبين مدى شح الأمطار و جفاف الأنهار والجداول، حيث اصبح الظاهرة تتفاقم كل سنة إلى أن وصل بها الحال إلى ما هي عليه اليوم.

خلاصة:

البقرة الباكية و رسومات الطاسيلي ما هي إلا قطرة وسط الكنوز العديدة التي تملكها الجزائر من حظائر طبيعية و تاريخ مجيد و شعب مضياف. لذا يجب عدم تفويت أي فرصة لزيارة الجزائر و الاستمتاع بمشاهدة اجمل الأماكن الطبيعية و المدن الرائعة.

قد يهمك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *