أبواب المحروسة السبعة في الجزائر العاصمة
كثيرا ما يسمع الزائر للجزائر العاصمة تسمية بعض المناطق المشهورة فيها بالأبواب مثل باب الدزيرة، باب الجديد. و تعود قصة هذه الأبواب إلى العهد العثماني، حيث بنيت مدينة القصبة القديمة المقابلة للبحر الأبيض المتوسط عدة أبواب. و التي اختلف المؤرخون في عددها، حيث ينقسمون إلى رقمين بين الخمسة و السبعة أبواب. و هي كالتالي:
- باب الوادي؛
- باب الدزيرة؛
- باب البحر؛
- باب عزون؛
- باب الجديد؛
- باب سيدي رمضان؛
- باب السبوعة.
تتميز القصبة بموقعها المقابل للبحر تستقبل كل من قدم إليها بفتح أبوابها السبع التي بنيت إبان الحكم العثماني اختلف آراء المؤرخين حول العدد الصحيح لهذه الأبواب خاصة وأنها تعرضت جلها للهدم فبعد دخول المستعمر الذي استغلا مناطق البعض منها في توسعاته الحضارية نجد أن بعضها الآخر نال منه حاجز الزمن الذي أخفى قصصها عن الأجيال المتعاقبة ومن أبرز القائلين بعددها نجد رقمين ثابتين لا ثالث لهما فهناك من يقول خمسة أبواب فقط وهناك من يقول سبعة.
باب الواد:
لقد اطلق اسم باب الواد لكونه يطل على وادي القنصل الذي ينحدر من جبل بوزريعة و يصب في البحر الأبيض المتوسط، في الجهة الشمالية الغربية من القصبة القديمة. لقد كلن الباب يفتح و يغلق في حالات الخطر على المدينة.
باب الدزيرة:
لقد سمي باب الدزيرة قديما بباب الجزيرة، حيث كان مصنوعا من الحديد. مهمته هي تسهيل دخول البحارة القادمين من عرض البحر، حيث كان مخصصا لهم في القرن الثامن عشر. تميز باب الدزيرة بموقعه في الجهة الشمالية الشرقية المقابلة للبحر ، قرب الثكنات العسكرية للجيش الانكشاري، و التي كانت منتشرة بكثرة في مدينة القصبة خلال تلك الحقبة.
باب البحر:
اشتهر باب البحر بباب “الديوانة” التي يقصد بها الجمارك، حيث تخصص هذا الباب في التجارة البحرية، حيث كان يطل مباشرة على ميناء الجزائر. من اكثر الأسماء التي عرف بها الباب هو باب الجهاد، حيث كان جنود البحرية الجزائرية يخرجون منه متوجهين إلى سفنهم الحربية.
باب عزون:
يحتفظ هذا الباب بذكرى احد الثوار من سكان القصبة، و الذي كان اسمه “عزون”، حيث حاصر في سنة 1820م مدينة القصبة بجيشه، و ذلك ضد الحاكم العثماني. لكنه قتل من طرف الأتراك في المكان الذي لا يزال يحمل اسمه إلى غاية اليوم، في الجهة الشرقية الداخلية من مدينة الجزائر.
باب الجديد:
هو اخر باب شيد في المدينة الجزائر القديمة، ما جعل سكان القصبة يطلقون عليه تسمية باب الجديد. و قد كان الهدف من فتحه هو تسهيل دخول و خروج سكان المناطق العليا من القصبة. سمى الفرنسيون الباب بباب النصر كونه أول باب دخلوا منه إلى مدينة الجزائر في سنة 1830م.
باب سيدي رمضان:
يقع هذا الباب في الجهة العلوية للقصبة القديمة، ناحية الشرق. و يعتبر اقدم أبواب المدينة، حيث تعود تسميته إلى مسجد سيدي رمضان احد اشهر مساجد الجزائر العاصمة، و الذي شيده احد قادة الجيش الإسلامي بعد فتح شمال أفريقيا ضمن الفتوحات الإسلامية بقيادة عقبة بن نافع.
باب السبوعة:
هو من الأبواب التي لم تتحدث عنها مصادر رسمية، لكنه يقال انه يقع على جزيرة وسط البحر و ليس في البر. أما تسميته بباب السبوعة (الأسود) فيبقى غامضا و مجهولا إلى يومنا هذا.
أشكال أبواب القديمة:
بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى مدينة الجزائر، قام بتغير ملامحها، حيث دمر الأبواب السبعة للعاصمة الجزائرية. لكن الباحثين في تاريخ الجزائر يقولون أن الأبواب كانت ضخمة مصنوعة من الخشب و المرصع بالحديدي حيث يحتوي بعضها على سلاسل جذب للتحكم في سحبها.
وظيفة الأبواب القديمة للقصبة:
لقد كانت الهدف من تشييد أبواب المحروسة امنيا، حيث كانت تفتح و تغلق في أوقات محددة، بداية من طلوع الشمس إلى غاية غروبها. حيث تربط المحيط الخارجي مباشرة بالأزقة الضيقة لمدينة الجزائر قديما.
كان يقف على حراسة الأبواب حراس بني مزغنة أي حراس الجزائر في ذلك الوقت، نسبة إلى قبيلة بني مزغنة التي حكمت الجزائر خلال تلك الفترة. حيث كانوا يسهرون على منع الدخلاء و الغرباء من الدخول إلى المدينة.
خلاصة:
رغم مرور الزمن، و محاولة الاستعمار الفرنسي لطمس معالم الجزائر، إلا أن سكان العاصمة الجزائرية تحتفظ لا يزالون يحتفظون بتسميات أبواب رغم اندثارها.