مدينة سكيكدة إحدى أجملِ المدنِ الجزائريةِ
تقع مدينة سكيكدة في الشرق الجزائري، على بعد 500 كلم من العاصمة الجزائرية، و تعد إحدى اجمل الولايات في الجزائر لروعة طبيعتها الساحرة، و بحرها الأزرق الذي يمتد على طول 147 كلم من الساحل، كأطول واجهة بحرية في الجزائر.
تاريخ مدينة سكيكدة
يعود تاريخ مدينة سكيكدة إلى فجر العصور الأولى، حيث استقرت قبيلة كتمامة البربرية في المنطقة. ثم استقر فيها الفنيقيون حوالي 11 سنة قبل الميلاد، و أسسوا حضارة و نشاطا تجاريا في المدينة إلى جانب تشيد المرافئ الخاصة بالسفن الذي جعل من المنطقة مركزا للتبادل التجاري مثل روسيكادا و شولو (القل حالي) و استورا.
في القرن الثاني قبل الميلاد تحول سكيكدة إلى سيطرة “ماسينسا” المتحالف مع الرومان، و ذلك بعد تغلبه على القرطاجيين بقيادة “حنبعل” المتحالف مع “سيفاكس” سنة 202 ق م.
في القرن الثاني جاء حكم الانطوانيين و ازدهرت خلاله مدينة سكيكة و ما جاورها من المناطق، غير أن هذا الازدهار لم يدم بعد احتلال الونداليين للمنطقة، حيث عاثوا فيها فسادا و دمروا كل ما بني من حضارة و معالم و بنايات.
دخل الإسلام إلى منطقة سكيكدة بعد وصوله إلى شمال إفريقيا في القرن السابع، حيث تعربت و أصبحت تابعة للحكم الأموي ثم العباسي إلى أن جاء العثمانيون إلى الجزائر. و تبعت بذلك لحكم بايلك قسنطينة.
في سنة 1838 دخل الاستعمار الفرنسي إلى مدينة سكيكدة، و أسس فيها مركزا عسكريا. و تم إطلاق اسم “فيليب فيل” على المدينة مع محاول تغيير لمعالمها و طمس هوية سكانها الأصليين، ما جعل السكان ينتفضون في عدة ثورات شعبية مقاومة للاستعمار مثل ثورة ” سي زغدود”.
عانت المنطقة كثيرا خلال الاحتلال الفرنسي من سلب للأملاك و الحريات و إبادات جماعية للمواطنين قصد تروعهم و إيفاق مطالبهم بالحرية و الاستقلال. لكن رغم ذلك استمر الكفاح إلى غاية الحصول الجزائر على استقلالها في 05 جويلية 1962م.

افضل الأماكن في ولاية سكيكدة
تتنوع الأماكن السياحية في سكيكدة بين اكتشاف الآثار الرومانية و التجوال في احضان الطبيعة العذراء أو الاستمتاع بشواطئها.
الآثار التاريخية و المعالم السياحية
لقد مرت عدة حضارات على مدينة سكيكدة منذ فجر التاريخ، حيث تركت إرثا ثقافيا و ماديا لا يزال شاهدا على عراقة المنطقة. و قد حظيت بمرور عدة حضارات على ارضها مثل النوميين و الرومان و العثمانيين.
- المسرح الروماني: يعتبر من اهم الآثار الرومانية المتبقية، حيث يقع وسط مدينة سكيكدة. و قد بني في القرن الثالث ميلادي من الصخور الكبيرة. يتسع هذا المسرح لستة ألاف متفرج و بذلك يعتبر من اكبر المسارح الرومانية القديمة في إفريقيا الشمالية.
- المسرح البلدي: بني من طرف الاستعمار الفرنسي سنة 1912 م. و يعتبر جوهرة معمارية بمعنى الكلمة.
- متحف سكيكدة: يضم المتحف العديد من التحف الأثرية؛ مثل: التماثيل الفينيقية، وشواهد القبور الرومانية، والأدوات الحجرية، و الأسهم التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى قطع نادرة تعود إلى الفترة الفينيقية.
- كنيسة سانت تراز: تعد واحدة من اقدس الكنائس الموجودة في العالم وقد تأسست خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي.
- مسجد سيدي علي الذيب: تم بناء مسجد سيدي علي الذيب في عام 1844 ميلادية أثناء فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، ويعد من أهم وأعرق المساجد. وذلك لما يحتوي عليه من زخارف إسلامية فريدة ومنارة عملاقة تستطيع من خلالها الاطلاع على كل أحياء مدينة سكيكدة العريقة.
- مسجد سيدي الكبير: قد تم تشييد هذا المسجد في عهد الأتراك ويعد من المعالم السياحية الجذابة الموجودة في مدينة القل.
المناطق الطبيعية في ولاية سكيكدة
تحتوي ولاية سكيكدة على الكثير من المناظر الطبيعية الساحرة التي جعلت منها احد اهم المواقع سياحية التي تجذب السياح من كل المناطق، ونذكر منها مايلي:
- جبل الغوفي؛
- غابة بني توفوت؛
- جبل سيدي ادريس؛
- جبل حجر مفروش؛
- جبل سطيحة؛
- جبل الكوفي؛
- جبل العالية وغابة ڤرباز؛
- أعالي سطورة؛
- منطقة أولاد عطية؛
- منارتي رأس الحديد ورأس بوقارون.
أما بالنسبة لمحبي البيئات الطبيعية الرطبة فيمكنهم التوجه إلى البحيرات والمنطقة الرطبة بڤرباز وبن عزوز، حيث تعيش أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة وتوجد ثروة نباتية متنوعة. بالإضافة إلى الأودية دائمة الجريان مثل واد الكبير، واد الصفصاف، واد قبلي وواد الزهور.

افضل الشواطئ في سكيكدة
تضم سكيكدة مجمعة من اجمل الشواطئ في الجزائر، و التي يقصدها الكثير من ازوار من كل أنحاء الوطن، و من خارجه. تتميز هذه الشواطئ بقربها من الجبال و الغابات الخضراء ما يزيد من سحرها، لتفصيل اكثر حول هذه الشواطئ يمكن الضغط على الرابط.
الحمامات المعدنية في سكيكدة
تتوفر ولاية سكيكدة على اشهر الحمامات المعدنية في الجزائر، مثل حمام الصالحين الذي يبعد 09 كلم شمال شرق بلدبة عزابة، و حمام الحامة الذي يقع يبعد هو الأخر ب 18 كلم شمال غرب عزابة.
الحمامين معدنيني و تميزان الخصائص العلاجية لمياههم من الأمراض الجلدية و الروماتزم، و الكثير من الناس تفضل الاستجمام و الراحة التي توفرها هذه الحمامات خصوصا في الفصول الباردة من السنة.
هناك الكثير من المناطق لم نذكرها، سوف يتم التطرق لها في مناسبة اخرى.