شرفات غوفي، بيوت خيالية معلقة على سفوح الجبال
شرفات غوفي، جوهرة لا يمكن وصف جمالها، تقع جنوب ولاية باتنة، بالتحديد في منطقة الاوراس. شرفات غوفي هي بانوراما طبيعية تشبه الى حد كبير واد كولورادو في أمريكا. و ذلك على امتداد ما يقارب الأربعة كيلومترات على طول وادي الأبيض المسمى “إغزر أملال”. حيث تزينه حدائق أشجار الفواكه المتنوعة وأشجار النخيل، الواقعة بين جانبيه اللذان يبلغ ارتفاعهما 200 متر.
أين تقع شرفات غوفي؟
تقع شرفات غوفي على بعد 90 كيلومترا جنوب مدينة باتنة، على الطريق المؤدي إلى ولاية بسكرة بين جبال الاوراس. حيث تمتد هذه الشرفات على طول سلاسل صخرية من جبال الشيليا إلى غاية وادي اغزر املال.
تعود تسمية غوفي إلى احد المعمرين الفرنسيين الذي يسمى “روفي”، و الذي أقام أول فندق سياحي في المنطقة للسياح الأوروبيين، و ذلك سنة 1920 م. أما الاسم الحقيقي للمنطقة فهو “افلوس” الذي معناه “الفج العميق” بالأمازيغية.
الطبيعة الساحرة لمنطقة غوفي:
تعتبر منطقة غوفي و شرفاتها محمية وطنية، إلى جانب ذلك فهي مصنفة كتراث عالمي من طرف منظمة اليونسكو. و تم بناء البيوت الأثرية في الوادي على يد الأمازيغ منذ اكثر من 400 سنة، و رغم مرور الزمن إلى أنها لزالت صامدة، محتفظة بجمال هندستها المعمارية، وسط الطبيعة الساحرة لوادي اغزر املال، الذي تطل عليه من سفح الجبل.
البيوت في غوفي، مشيدة بشكل جميل، حيث يتلاصق بعضها ببعض مُطلّة على الحدائق الغناء المتراصة بأشجار التين و الزيتون و النخل و الرمان، في مشهد يشبه اللوحة الفنية. التي تتناغم فيها الألوان بين الأبيض و الأصفر و الأخضر.
حيث قال فيه الرحال الفرنسي “جون هيربيال” في كتابه “في بلاد بسكرة والواحات المجاورة” ما يلي:
في هذا المكان تطل المنازل على حافة الوادي.. كانت المياه تنساب من الجوانب من نُهيْرات صغيرة وتظللها أشجار التين والرمان، وكانت المنازل شأنها شأن البساتين، على شكل صفوف من الرفوف، بعضها فوق بعض في اتجاه ارتفاع الجبل.
الهندسة المعمارية لشرفات غوفي:
تم بناء البيوت والشرفات من مواد طبيعية متوفرة في الطبيعة، مثل الحجارة و الطين، لكن هندستها رائعة، و ما زالت تبهر الزوار و السياح القادمين لمشاهدتها.بيوت غوفي مكيفة بشكل طبيعي باردة و منعشة صيفا، ودافئة شتاءا. إضافة إلى التناسق بينها و بين الطبيعة الموجودة فيها. ما يجعلها تشكل لوحة فنية ساحرة، عشقها الفنانون و الرسامون على راسهم نصر الدين ديني الذين الذي عاش في مدينة بوسعادة.
الطبيعة الخلابة، الوادي الفريد من نوعه، الريف الهادئ، التناغم بين الطبيعة و الإنسان في مكان واحد، الإلهام. هي بعض العبارات التي يصف بها الزوار و السياح شرفات غوفي الرائعة. ما يجعل من المستحيل على كل زائر لهذه المنطقة العودة إلى أهله دون ذكريات جميلة لزيارته.