زيارة سياحية لمدينة بوسعادة “بوابة الصحراء”
تعد مدينة بوسعادة واحدة من الوجهات السياحية الرائعة في الجزائر، حيث تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي. تقع في وسط البلاد وتعد واحدة من أهم المدن الصحراوية في الجزائر، و تعرف ببوابة الصحراء. تضم بوسعادة العديد من المعالم السياحية الرائعة والنقاط الجذبية التي تستحق الزيارة. في هذا المقال، سنستكشف معًا جمال مدينة بوسعادة السياحية، و كيفية زيارتها.
أين تقع مدينة بوسعادة؟
تبعد مدينة بوسعادة عن الجزائر العاصمة حوالي 245 كيلومترا، وهي تابعة إداريا لولاية المسيلة. حيث تحتل موقعا متميزا في الجزء الأوسط من الجزائر، ما جعليها تلقب ببواب الصحراء.
عند السفر جنوبا و قبل الدخول إلى بوسعادة يلاحظ الزائر السلاسل الجبلية و التضاريس التي تزين طبيعة المنطقة. حيث تختلف كثيرا عن ما تعود عليه من تضاريس في الشمال.
بوسعادة هي المدينة المثالية لتغيير رأيك في فترة عطلة نهاية الأسبوع. فيما يلي بعض النصائح للاستمتاع برحلة غريبة إلى هذه الواحة التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة عن العاصمة الجزائر.
اكتشف طبيعة بوسعادة الساحرة:
عند الإقراب من بوسعادة، أول ما يترا للزائر هو جبل “كراردة” العتيق، و الذي يعلو المدينة كتنه حارسها الأمين. أما ما يميز طبيعة بوسعادة هو الكثبان الرملية الصغيرة و التلال المنتشرة في كل اتجاه. حيث تزين بأشجار الصفصاف و الصنوبر. اللون البني و الأصفر منتشر في كل مكان، من رمال ناعمة و أحجار غامقة و صخور سوداء.
طبيعة الساحرة و الرائعة لبوسعادة تحكي قدم المكان، الذي يعود بك إلى الآف السنين.حيث تعطي إحساسا بالهدوء غريب في النفس.
وما يزيد اكثر في انبهار الزوار ويجعلهم يعشقون مدينة بوسعادة، هو تلك المناظر الفاتنة والأخاذة لبساتين النخيل الكثيفة والنباتات الصحراوية المترامية على ضفتي الوادي الرقراق، مشكلة لوحة فنية تشكيلية مفتوحة على الطبيعة الصحراوية الشاسعة.
سحر الطبيعة في بوسعادة جلب كبار المخرجين العالميين على القدوم إليها.وتصوير أعمال اشتهرت دوليا، على غرار فيلم “بائع العبيد” للمخرج البريطاني الشهير “أنطوني داوسون“. إضافة إلى الأفلام الجزائرية المشهورة و التي مازال يمتد تميزها إلى غاية يومنا هذا، مثل فيلم “عطلة المفتش الطاهر” للمخرج موسى حداد، و فيلم “وقائع سنوات الجمر”” للمخرج “محمد الأخضر حمينة“، دون ان ننسى فيلم التحفة “الطاكسي المخفي”

اهم المعالم و الأماكن السياحية في مدينة بوسعادة:
تتميز مدينة بوسعادة وما جاورها بمناظرها الخلابة ومواقعها السياحية التي تستحق عناء السفر إليها، حيث نذكر البعض منها فيما يلي:
القصر بوسعادة القديم:
يقع في شمال المدينة، لا يزال المكان مأهولًا بالسكان، وعلى الرغم من تدهور حالة بعض الأزقة فيه. إلا أنه من الممتع جدًا التجول فيها و السير في طرقاته الضيقة المنحدرة، والتحدث مع سكانه. الذين لن يبخلوا في إرشاد السياح و الزوار عن كيفية الوصول إلى معالم القصر خصوصا المساجد العتيقة. التي يعود تاريخها إلى عدة قرون، كجامع النخلة أو الجامع العتيق. حيث يبرز من خلالها الطراز الهندسي الإسلامي الرفيع و الروح الإسلامية المتجذرة في المنطقة.
القصر يحوي أيضا، المدرسة التي درس بها الرئيس السابق للجزائر”محمد بوضياف” في الثلاثينات.

قبر و متحف نصر الدين دينيه:
“نصر الدين دينيه” احد اشهر الشخصيات التي عاشت في بوسعادة، حيث وقع في حب واحات مدينة بوسعادة و أهلها خلال أول زيارة له للجزائر سنة 1884 ميلادي. منذ ذلك الحين، اصبح يزور المدينة بانتظام إلى غاية أن قام باقتناء احد منازلها و الاستقرار فيها سنة 1905 م.
بعد اعتناقه الإسلام، غير اسمه من “إتيان دينيه” إلى “نصر الدين دينيه”، حيث اعلن عن ذلك في المسجد الكبير في الجزائر العاصمة.
منزل نصر الدين دينيه هو متحف الآن، حيث يضم لوحاته الفنية التي رسمها عن مدينة بوسعادة، بالإضافة إلى كتبه و أغراضه الشخصية.

مطحنة فيريرو وشلالها:
المطحنة القديمة بناها “أنطوان فيريرو”، الإيطالي الذي هاجر إلى الجزائر عام 1867 ميلادي،الطاحونة المائية تحمل نفس اسمه، حيث تم تشيدها على بعد كيلومترين من مدينة بوسعادة، بالقرب من واد بوسعادة وشلاله الذي تصب مياهه من جبل كراردة. في الوقت الحالي لم يبقى الكثير من الطاحونة، حيث تدهورت حالتها بمرور الزمن. أما الشلال فلا يزال مقصدا للاستجمام من طرف الشاب في الأيام الحارة.

ضريح الأمير الهاشمي:
غير بعيد عن القصر القديم لبوسعادة، نجد قبر الأمير الهاشمي احد أبناء الأمير عبد القادر الجزائري، الذي حارب الاستعمار الفرنسي منذ دخوله إلى الجزائر. حيث تم نفيه إلى سوريا. لكن احد أبناءه “الأمير الهاشمي” عاش في مدينة بوسعادة و دفن فيها، و لا يزال قبره موجودا إلى غاية اليوم.
زاوية الحامل
تقع زاوية الهامل المشهورة على بعد 14 كيلومترا جنوب مدينة بوسعادة، طابعها المعماري يقترب من الطابع البيزنطي. و قد تم تأسيسها في القرن التاسع عشر ميلادي.الزاوية تعتبر احدى منارات العلم في الجزائر، و المفتوحة لاستقبال الزوار و طلبة العلم على حد سواء من كل أنحاء العالم. حيث يتخرج من الزاوية المئات سنويا من الأئمة و الخطباء، و الحافظين لكتاب الله تعالى.
إلى كون الزاوية مركزا للإشعاع العلمي و الإسلامي، هي تحتوي أيضا، على متحف تاريخي يضم اثأر الأمير عبد القادر الجزائري و الشيخ المقراني.
تتميز الزاوية بالترحيب و إكرام كل زوارها، حيث لا يمكن مغادرة المكان دون تذوق احد الأطباق التقليدية البوسعادية مثل ” العايد”.

قرية الليج:
تقع قرية العليج على بعد بضعة كيلومترات جنوب غرب بوسعادة ، وهي قرية صغيرة من منازل طوبية (مبنية من طين)، حيث لا يزال بعضها مأهولاً. في الآونة الأخيرة، عادت الحياة إلى القرية تدريجياً بفضل التجديدات المستمرة للسماح للسائحين بزيارة المكان.
في القرية يمكن للسياح تناول الأطباق التقليدية و سط واحات النخيل و بالقرب من الجدران الطينية، في جو طبيعي هادئ و مريح للنفس لا مثيل له. و من اشهر الأطباق المعروفة في بوسعادة، الشخشوخة و الزفيطي و التي تتميز لمذاقها الحار جدا، و لكن يمكن للزائر طلب تعدله و تخفيف البهارات فيه.

من أين تشتري الهدايا التذكارية؟
سوف تجد العديد من متاجر الهدايا التذكارية والحرف اليدوية في جميع أنحاء وسط مدينة بوسعادة. كذلك يمكن للزائر أيضًا التوجه إلى غرفة الحرف التقليدية، التي تحتوي على العديد من متاجر الخاصة بالتحف والملابس التقليدية والأواني الفخارية المصنوعة يدويا. في بوسعادة الأسعار قابلة للتفاوض و يمكن الحصول على أسعار مناسبة جدا.
قبل شراء أي شيء، يجب التأكد انه مصنوع محليا في المنطقة، حيث الكثير من التجار يبيعون تذكارات مستوردة من خارج المدينة. لهذا يجب على الزائر أن لا يتردد في السؤال، و معرفة مصدر المنتجات.
اين يمكن الاقامة في بوسعادة؟
يوجد في بوسعادة فندقين تاريخيين رئيسان، هما فندق “الكراردة ” و “فندق القايد”. و اللذان يعتبران أول محطة للسياح في مدينة بوسعادة
فندق القايد في بوسعادة:
يعتبر القايد واحدا من اهم المنتجعات السياحية في المنطقة و احد اشهر الفنادق في الجزائر، حيث يشهد إقبالا كبيرا من طرف الأجانب و الجزائريين خصوصا خلال فترات الشتاء و الربيع، التي تتميز بالطقس المعتدل.
الفندق يقع في وسط المدينة، و يشكل نقطة جذب رئيسية حيث يقدم تجربة سياحية و تراثية فريدة من نوعها. و ذلك بما يتمتع به من جمالية صحراوية تعطي السائح إحساسا عميقا و راحة نفسية غريبة.
يحوي فندق القايد غرفا فاخرة تعبر وبشكل واضح عن روعة السحر والأناقة البوسعادية ، حيث يوفر مزيجا رائعا من الطراز العربي والأثاث الفاخر والذوق العصري.
إلى جانب هذا, يضم حمام متكامل بتجهيزات ذات جودة عالية، كما يتميز الفندق بتصاميمه الداخلية الخلابة تم اختيارها من أفضل المكونات والمواد الطبيعية، كما روعي في تصميم الأجنحة جميع التفاصيل الفاخرة التي تضمن للمقيمين فيها التمتع بأعلى درجات الراحة والهدوء، كما يضم الفندق أيضا حماما للسباحة بتصميم تراثي بديع يتيح لمستخدميه الاستمتاع بأشعة الشمس الصافية.
كما يتوسط تصميم الفندق مطعم راق، يقدم لزواره من عشّاق التذوق تشكيلة متنوعة من أشهى الأطباق المحلية والغربية في أجواء وتصاميم عربية خلابة مستوحاة من التراث البوسعادي.